يؤدي إغلاق المجال الجوي الروسي أمام الطيران الغربي إلى تحديات تواجه الرحلات العالمية؛ وخصوصاً المتجهة من أوروبا إلى آسيا، والتي كانت تتخذ من أجواء روسيا طريقاً لها في السابق، لكنها أغلقت بسبب الأزمة الأوكرانية، بحسب ما نشرت CNN، الأحد 20 آذار/مارس 2022.
لأن روسيا أكبر بلاد العالم من حيث المساحة؛ فإن الكثير من الرحلات العالمية كانت تمر من أجوائها، وخصوصاً رحلات متوجهة من أوروبا إلى آسيا، وتضطر هذه الرحلات إلى اتخاذ طرق أخرى اليوم، بعد أن أغلقت روسيا ودول غربية مجالها الجوي على بعضها البعض.
حتى إن بعض الدول اضطرت لإلغاء جميع رحلاتها لبعض الدول الآسيوية، وخصوصاً من الدول الأوروبية التي تضطر إلى استخدام المجال الجوي الروسي؛ على الأقل حتى إيجاد بديل ما.
فنلندا تختار القطب الشمالي
قبل أسبوعين من بدء الهجوم العسكري الروسي؛ بدأت الخطوط الجوية الفنلندية بمحاولة التفكير ببديل عن الأجواء الروسية، لتقليل أضرار إغلاق المجال الجوي أمامها حال وقوع الهجوم.
فمثلاً تضطر الخطوط الجوية الفنلندية المسافرة من هلسنكي إلى طوكيو إلى أن تقلع من الأراضي الفنلندية، وتدخل بعدها مباشرة الأجواء الروسية، لتعبر 3 آلاف ميل (4.8 ألف كيلومتر)، من الأجواء الروسية.
تدخل بعدها الطائرة الأجواء الصينية، وتبقى فيها لمسافة ألف ميل (1600 كيلومتر)، قبل دخول الأجواء الروسية مجدداً، قبل أن تقطع بحر الصين نحو طوكيو، لتكون المسافة الإجمالية 5 آلاف ميل (8 آلاف كيلومتر)، أغلبها فوق الأجواء الروسية.
لم يعد هذا الخيار متاحاً بعد إغلاق المجال الجوي الروسي أمام فنلندا وغيرها من الدول الغربية، ولذلك اضطرت الخطوط الجوية الفنلندية إلى إلغاء أغلب رحلاتها إلى الوجهات الآسيوية بشكل مؤقت، بما في ذلك جنوب كوريا، وسنغافورة وتايلاند.
وكان حل هذه المعضلة هو التوجه من فنلندا نحو القطب الشمالي، لدخول الأجواء النرويجية، قبل عبور القطب الشمالي إلى ألاسكا، ومن ألاسكا نحو المحيط الهادئ؛ بمحاذاة الأجواء الروسية دون دخولها، لتصبح الرحلة 8 آلاف ميلا (12900 كيلومتر)، وتستخدم 40% أكثر من الوقود.
طرق أخرى لآسيا
حتى الآن؛ لا يستخدم مثل هذا الطريق إلا الخطوط الجوية لفنلندا واليابان، كما أن هناك طرقاً أخرى أطول منها تستخدم من قبل الخطوط الجوية، خصوصاً الطرق العابرة لدول البلطيق.
في المقابل؛ وبدلاً من الاتجاه شرقاً من لندن إلى طوكيو، فإن الرحلات الجوية أصبحت تتجه غرباً، لتعبر كلاً من آيسلندا، وغرينلاند، وكندا وألاسكا، لتستغرق الرحلة ساعتين ونصف الساعة أكثر مما كانت تستهلك سابقاً.
كما أن هذه الزيادات في المسافات المقطوعة، والوقت اللازم للرحلات، تعني تكلفة أكثر على الركاب، وجهداً أكبر من قبل طاقم الرحلة، عدا عن استهلاك وقود أكثر.
كما أن جميع الدول الغربية التي أغلقت مجالاتها الجوية أمام روسيا، تضطر الآن إلى عدم عبور أجوائها في أي اتجاه، وهو أمر صعب لكون روسيا أكبر بلد في العالم، ولكن بالنسبة للكثير من الدول، فإن الطرق الجديدة ليست بالضرورة بنفس تكلفة رحلات بريطانيا وفنلندا.