قالت صفحة النظام السوري على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الجمعة 18 مارس/آذار 2022، إن رئيس النظام بشار الأسد، زار دولة الإمارات والتقى الشيخَ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
كذلك، قال البيان الرسمي على الصفحة إن بشار الأسد التقى محمد بن راشد آل مكتوم باستراحة الأخير في منطقة المرموم بدبي، في حين قالت وكالة الأنباء الاماراتية إن الأسد التقى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
إحياء علاقات دبلوماسية بين دول عربية وبشار الأسد
فيما قالت وكالة رويترز للأنباء إن اللقاء أحدث حلقة في سلسلة مبادرات دبلوماسية تشير إلى تحوُّل في الشرق الأوسط يشهد إحياء عدد من الدول العربية علاقاتها مع الأسد.
في حين قال البيان إن اللقاء تناول مجمل العلاقات بين البلدين وآفاق توسيع دائرة التعاون الثنائي، لاسيما على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والتجاري.
فيما حضر اللقاء الشيخُ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، والشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ومحمد بن عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، والدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، وعلي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، وطلال حميد بالهول الفلاسي المدير العام لجهاز أمن الدولة في دبي.
كما حضره الوفد المرافق لبشار الأسد والذي يضم الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين، ومنصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية، والدكتور بشار الجعفري نائب وزير الخارجية والمغتربين.
رد من الخارجية الأمريكية على زيارة بشار الأسد للإمارات
في المقابل وفي أول تعليق من جانب الإدارة الأمريكية، قال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، في رده على سؤال حول زيارة الأسد للإمارات: "نشعر بإحباط كبير وبقلق من هذه المحاولة الظاهرة لإضفاء الشرعية على بشار الأسد"
برايس قال كذلك في رده: "نحث الدول التي تفكر في التواصل مع نظام الأسد، على أن تدرس بعنايةٍ الفظائع المروعة التي ارتكبها النظام ضد السوريين على مدى العقد الماضي، فضلاً عن محاولات النظام المستمرة لحرمان معظم البلد من الحصول على المساعدات الإنسانية والأمن".
رفض أمريكي للتقارب العربي مع بشار الأسد
تأتي زيارة بشار الأسد للأمارات بعد أسابيع من دعوة مجموعة من المشرعين في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيَّين الرئيس جو بايدن، الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني 2022، إلى رفض إعادة إدماج النظام السوري بقيادة بشار الأسد في المجتمع الدولي، كما عبَّروا عن قلقهم من زيارات مسؤولين عرب لدمشق.
يأتي ذلك تزامناً مع وجود مؤشرات بقرب تطبيع العلاقات بين نظام الأسد ومجموعة من الدول العربية، القريبة من واشنطن، إذ زار مسؤولون من الإمارات دمشق، كما تُدافع دول عربية أخرى عن عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية.
رفض إعادة النظام السوري للمجتمع الدولي
فقد أرسل رؤساء لجنتي العلاقات الخارجية بمجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيَّين، وأعضاء بارزون في اللجنتين رسالة إلى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الثلاثاء، يطالبون فيها باستعادة "القيادة الأمريكية" بشأن الأزمة في سوريا.
طلب المرسلون من بايدن "رفض إعادة دمج النظام السوري بقيادة الأسد في المجتمع الدولي" من دون إصلاحات واضحة للشعب السوري.
كما قال المشرعون في الرسالة إنهم "قلقون من أن عدداً من شركائنا العرب يواصلون زيادة علاقاتهم الرسمية وغير الرسمية مع نظام الأسد، وضمن ذلك إنشاء مواقع دبلوماسية ومبادرات دبلوماسية علنية".
فيما طالب المشرعون الإدارة بـ"النظر في العواقب المترتبة على أي دولة تسعى إلى إعادة تأهيل نظام الأسد، والتأكد من أن جميع الدول تدرك أن التطبيع، أو عودة الأسد إلى جامعة الدول العربية أمر غير مقبول".
سابقة خطيرة للمستبدين
أضاف المشرعون في رسالتهم الموجهة إلى الرئيس بايدن: "تشكل الموافقة الضمنية على التعامل الدبلوماسي الرسمي مع النظام السوري سابقة خطيرة للمستبدين الذين يسعون إلى ارتكاب جرائم مماثلة ضد الإنسانية".
بينما خلص المشرعون إلى أنه "من المهم للغاية أن تتوافق السياسة الأمريكية في سوريا مع القيم الأمريكية"، وأضافوا: "لقد وعد الوزير بلينكن بأنه عندما يكون جو بايدن رئيساً، سنعيد قيادة الولايات المتحدة في القضايا الإنسانية".
تابعت الرسالة أنه "في حين أن إدارتكم قد ضمنت تجديد تفويض الأمم المتحدة لتسليم المساعدات الإنسانية عبر الحدود وتوسيع دعم الاستقرار في المناطق المحررة من تنظيم الدولة الإسلامية، فإن هذه الجهود تعالج فقط أعراض الصراع الأساسي، وستفشل في نهاية المطاف في حل الصراع الدائم بسوريا وإنهاء الحرب الأهلية هناك".
زاد الحديث عن التطبيع العربي مع الأسد بعد تحركات سعودية أخيرة، وصفقة نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا، إضافة إلى المواقف الأردنية.