أعلنت الرئاسة الروسية "الكرملين"، الأحد 13 مارس/آذار 2022، استئناف المفاوضات مع كييف الإثنين 14 مارس/آذار 2022، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهدف من المفاوضات ترتيب لقاء بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين "من شأنه أن يؤدي إلى إحلال السلام".
تأتي جلسة المفاوضات الجديدة بعد أيام من جولة بين وزيري خارجية موسكو وكييف في أنطاليا التركية لم تسفر عن نتائج ملموسة، على الرغم من مضي نحو ثلاثة أسابيع على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
محادثات مباشرة
الرئيس الأوكراني زيلينسكي قال إن الهدف من هذه المفاوضات التي ستنطلق بين وفدي البلدين في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين عبر دوائر تلفزيونية مغلقة هو إجراء محادثات مباشرة بين زعيمي البلدين.
وأكد زيلينسكي في كلمة مصورة عبر "إنستغرام" أن اللقاء المحتمل "يجب أن يتركز على النتائج الحقيقية"، مضيفًا: "من الواضح أن هذه قصة صعبة، طريق صعب، لكن هذا الطريق مطلوب، وهدفنا هو أن تحصل أوكرانيا على النتيجة الضرورية في هذا الصراع، في هذا العمل التفاوضي، الضروري للسلام وللأمن".
رغبة زيلينسكي في لقاء مع نظيره الروسي بوتين تأتي على الرغم من أن موسكو لا تزال "مصرّة" على شروطها في تخلي كييف عن أي خطط من شأنها الانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف الناتو، وأن تكون دولة محايدة ومنزوعة السلاح، بينما تقول أوكرانيا إنها مستعدة للتفاوض، لكنها "غير مستعدة للاستسلام في الصراع".
ولا يزال تأثير العديد من الجولات بين وفدي البلدين في بيلاروسيا عند الحدود مع أوكرانيا "ضئيلًا" في ظل استمرار المعارك واحتدامها بين قوات البلدين في مدن وبلدات أوكرانيا جنوباً وغرباً وشمالاً، مما أسفر عن مقتل الآلاف وفرار نحو 2.5 مليون لاجئ أوكراني في أقل من ثلاثة أسابيع.
قصف قاعدة قرب دولة عضو في الناتو
تصريحات البلدين حول استئناف أمر المفاوضات والحديث عن لقاء بين زعيميهما تأتي عشية قصف روسيا قاعدة "المركز الدولي لحفظ السلام والأمن" في مدينة "لفيف" الأوكرانية، والتي تبعد 20 كيلومتراً عن حدود بولندا العضو في حلف الناتو.
خلف القصف الروسي على القاعدة 35 قتيلاً و134 جريحاً، بينما قال المسؤولون الأوكرانيون إن القاعدة العسكرية المستهدفة "لم تكن تشكل أي تهديد على روسيا".
كما حذر زيلينسكي، عقب هذا الهجوم، دول الناتو من أنها ستكون "وجهاً لوجه" مع التهديدات الروسية، وخاطب تلك الدول بالقول: "أكرر لكم، إن عدم فرض حظر جوي في سماء أوكرانيا يعني سقوط الصواريخ الروسية على مناطقكم وعلى أراضي مواطني الناتو، هي مسألة وقت فقط".
يُذكر أن روسيا أطلقت، في 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية بأوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
تشترط موسكو لإنهاء عمليتها العسكرية تخلي كييف عن أي خطط من شأنها الانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، واتخاذ موقف الحياد التام.