جونسون يحاول إشراك السعودية بأزمة الطاقة.. رويترز: يسعى لإقناع الرياض بزيادة إنتاج النفط

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/14 الساعة 08:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/14 الساعة 08:26 بتوقيت غرينتش
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان/ رويترز

قال وزير الصحة البريطاني، ساجد جاويد، الإثنين 14 مارس/آذار 2022، إن بوريس جونسون يقود جهوداً لإشراك السعودية في أزمة الطاقة الحالية، في أعقاب تقارير قالت إن رئيس الوزراء البريطاني سيسعى لإقناع الرياض بزيادة الإنتاج، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.

التحرك البريطاني نحو السعودية يأتي بعد أيام من تسريبات بشأن رفض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الرد على مكالمة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي كان يسعى خلالها بايدن لإقناع الرياض لزيادة إنتاج النفط لتجاوز الحظر المفروض على النفط والغاز الروسيين.

منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي وأسعار الطاقة إلى جانب المواد الغذائية أيضاً آخذة في الارتفاع على نطاق عالمي بشكل حاد مع تصاعد وتيرة الصراع في أوكرانيا دون وجود أفق حل سياسي أو وقف لإطلاق النار يلوح في الأفق.

السعودية "دولة مهمة لنا"

ذكرت صحيفة "تايمز" أن جونسون سيتوجه إلى السعودية هذا الأسبوع. وقال وزير الصحة ساجد جاويد لشبكة سكاي نيوز: "نحن لا نعتمد بشكل مباشر كدولة على نفطها، لكن أسعار الطاقة والحصول على الطاقة مسألة مهمة للغاية". 

رداً على سؤال حول ما إذا كانت بريطانيا تتغاضى عن سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان قال: "يسعدني أن تكون لدينا هذه العلاقة مع السعودية حيث يمكننا التحدث عن قضايا حقوق الإنسان وكذلك علاقتنا على المدى الأطول".

كما أضاف المسؤول البريطاني: "لدينا علاقة صريحة معهم فهي دولة مهمة جداً بالنسبة لنا، وأعتقد أنه من الصواب أن يقود رئيس الوزراء هذا الجهد لإشراك السعودية بشكل أكبر في الأحداث التي نراها تحدث الآن ".

بينما تحتل السعودية المرتبة الثالثة بقائمة الدول المنتجة للنفط، إذ تنتج 9.3 مليون برميل يومياً، يليها (بين الدول العربية) العراق في المرتبة الرابعة عالمياً بـ4.2 مليون برميل يومياً، ثم الإمارات بالمرتبة الثامنة عالمياً بـ2.7 مليون برميل نفط يومياً.

فرصة ذهبية للسعودية

مع استعار الحرب الروسية على أوكرانيا وغياب أفق الحلول حتى اللحظة، تتجه الأنظار إلى الخليج العربي، خاصة السعودية القادرة على اقتناص الفرصة بالتعاون مع قطر والإمارات لتحسين شروطها وشروط دول الخليج كافة على الجبهات المختلفة.

يمكن أن تستغل دول الخليج ذلك من أجل مكاسب في الاتفاق النووي المرتقب، مروراً بحرب اليمن واحتواء الحوثيين، وصولاً إلى تطوير العلاقات مع الإدارة الأمريكية من دون قطع الخطوط مع روسيا والصين، وهذا كلّه ممكن من دون ترك تأثير سلبي مستفز على مسارات إنتاج النفط والغاز العالميْين.

كما يدرك الجميع أنّ امتناع القوى الغربية عن فرض عقوبات مباشرة على النفط والغاز الروسييْن مرتبط بمصالحها البحتة، فمن شأن خطوة مماثلة أن تُلحق أضراراً جسيمة بالاتحاد الأوروبي. 

بل يمكن الحديث هنا عن شلل جزئي في القارة العجوز؛ إذ تستورد أوروبا نحو 40% من الغاز الطبيعي الذي تستهلكه من روسيا، أي نحو 175 مليار متر مكعب، كما يتجه نحو 2.3 مليون برميل من الخام الروسي غرباً يومياً عبر شبكة معقدة من خطوط الأنابيب إلى أوروبا أيضاً.

السعودية والإمارات تستغلان الفرصة

ذكرت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية الأسبوع الماضي  أن زعيمي الإمارات والسعودية رفضا الرد على اتصالات هاتفية من بايدن، الذي كان يحاول إقناعهما بزيادة إنتاج النفط لخفض الأسعار في الأسواق العالمية وخاصة الأوروبية، وبالتالي الحد من الضرر الذي تتعرض له أوروبا من العقوبات المفروضة على روسيا.

قالت الصحيفة في تقريرها: "إن مسؤولين من الشرق الأوسط والولايات المتحدة قالوا إن البيت الأبيض حاول دون جدوى، ترتيب مكالمات بين الرئيس بايدن والزعماء الفعليين للمملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان والإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد، في ظل مساعي الولايات المتحدة لبناء دعم دولي لأوكرانيا واحتواء ارتفاع أسعار النفط".

كما لفتت الصحيفة إلى أن "كلاً من الأمير محمد والشيخ محمد تلقَّيا مكالمات هاتفية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، بعد رفض التحدث مع السيد بايدن. تحدث كلاهما في وقت لاحق مع الرئيس الأوكراني..".

بينما قال مسؤول أمريكي عن المناقشة المتوقعة بين الأمير السعودي محمد بن سلمان والرئيس بايدن: "كانت هناك بعض التوقعات بمكالمة هاتفية، لكنها لم تحدث.. كانت المكالمة ستدور حول فتح صنبور النفط السعودي".

فيما قالت وزارة الخارجية الإماراتية إن المكالمة بين بايدن والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، ستتم إعادة جدولتها فيما بعد.

تحميل المزيد