قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، الإثنين 14 مارس/آذار 2022، إن إسرائيل لن تكون سبيلاً لالتفاف روسيا على العقوبات المفروضة عليها من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، على خلفية الهجوم الذي تشنه ضد أوكرانيا.
جاء ذلك في تصريحات للابيد خلال زيارة إلى سلوفاكيا، وقال عقب لقائه نظيره السلوفاكي إيفان كورتشوك، إن وزارة الخارجية الإسرائيلية "تنسق الأمر مع الشركاء بما يشمل بنك إسرائيل المركزي ووزارة المالية ووزارة الاقتصاد وهيئة المطارات ووزارة الطاقة وجهات أخرى".
يأتي الإعلان الإسرائيلي عن هذا الموقف، بعدما حثت الولايات المتحدة تل أبيب على اتخاذ موقف أكثر تشدداً من روسيا والتوقف عن قبول ما وصفته بـ"أموالها القذرة"، وفق ما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية، السبت 12 مارس/آذار 2022.
الصحيفة أشارت إلى أن تقارير غربية رصدت توجه رجال أعمال روس من أصول يهودية، من بينهم مقربون من الرئيس فلاديمير بوتين، إلى إسرائيل، حيث بدأوا في تحويل جزء من ممتلكاتهم إليها، والتي قالت إنها مستعدة لاستقبال آلاف اليهود سواء من روسيا أو أوكرانيا.
نائبة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، قالت في تصريح للقناة 12 الإسرائيلية، الجمعة 11 مارس/آذار 2022: "ما نطلبه، إلى جانب أمور أخرى، أن تنضم إلينا جميع الديمقراطيات على مستوى العالم في العقوبات المالية وعقوبات مراقبة الصادرات التي فرضناها على بوتين. علينا أن نضغط على النظام، وعلينا أن نحرمه من الدخل الذي يحتاجه".
أضافت نولاند موجهة كلامها للإسرائيليين: "عليكم ألا تكونوا الملاذَ الأخير للأموال القذرة التي تمول حروب بوتين".
كانت تل أبيب ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا يوم 24 شباط/فبراير 2022، قد تجنّبت إدانة الهجوم بشكل قوي، فيما شدد رئيس الوزراء نفتالي بينيت على علاقات إسرائيل القوية مع كل من موسكو وكييف.
كذلك أرسلت إسرائيل مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا، بينما سعى بينيت الذي زار الكرملين لأداء دور الوسيط بين البلدين في مسعى لوقف الحرب.
كان أصحاب الثروات الكبيرة من الروس قد بدأوا بالفعل عقب العقوبات الغربية الواسعة على روسيا، بالتوجه لإسرائيل، حيث أقلعت 14 طائرة خاصة من سان بطرسبرغ وهبطت في تل أبيب خلال الأيام الـ12 الماضية.
كان رجل الأعمال الروسي الإسرائيلي رومان أبراموفيتش، المعروف بعلاقاته السابقة مع بوتين، هدفاً خاصاً للعقوبات في دول أخرى مثل المملكة المتحدة وكندا.
مطلع هذا الشهر، طلب عدد من القادة الإسرائيليين البارزين ومنهم قادة من "ياد فاشيم"، المركز العالمي التوثيقي والبحثي والتعليمي لتخليد ذكرى الهولوكوست، من الولايات المتحدة تخفيف العقوبات المفروضة على أبراموفيتش؛ نظراً إلى دعمه المادي السخي للقضايا اليهودية.
يُذكر أن كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وبريطانيا قد فرضت عقوبات اقتصادية على روسيا وصفتها بـ"القاسية"، حيث طالت هذه العقوبات بنوكاً روسية وشركات كبرى ورجال أعمال وقطاعات حيوية تعمل في البنية التحتية وغيرها.
وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، قال الأحد 13 مارس/آذار 2022، إن العقوبات الغربية جمَّدت حوالي 300 مليار دولار من أصل 640 مليار دولار من احتياطيات روسيا من الذهب والعملات الأجنبية، فيما حذرت واشنطن بكين من "توفير شريان حياة لموسكو".
يُشار إلى أن هذه العقوبات تأتي بينما لا تزال موسكو تواصل هجومها على الأراضي الأوكرانية لليوم الثامن عشر على التوالي.