مشاهير “تيك توك” يدخلون حرب أوكرانيا! روسيا وأمريكا تتنافسان لجذب المؤثرين وهذا ما فعلتاه

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/14 الساعة 08:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/14 الساعة 08:28 بتوقيت غرينتش
"تيك توك" يدخل في الحرب بين روسيا وأوكرانيا - Getty Images

وصلت أصداء الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى موقع الفيديوهات الشهير "تيك توك"، وباتت المنصة الضخمة والمنتشرة حول العالم، ساحة تنافس بين أمريكا وروسيا لجذب المؤثرين، والاستفادة من شهرتهم إما في شيطنة الهجوم الروسي على أوكرانيا، أو من أجل الإعلان عن مساندة موسكو في حربها، حتى إن بعض المؤثرين يتلقون الأموال لفعل ذلك.

موقع Vice News الأمريكي، اكتشف أن مشاهير "التيك توك" الروس يتلقون أموالاً لمشاركة مقاطع فيديو تروِّج لرواية حكومة الرئيس فلاديمير بوتين حول الهجوم على أوكرانيا.

يقول الموقع إن صاحب قناة "تلغرام" مجهول، يُملي على أصحاب المحتوى ما عليهم نشره ومتى ينشرونه، والأهداف التي يتعين عليهم إنجازها، وبعض هؤلاء لديهم أكثر من مليون متابع.

ليس واضحاً مَن يقف وراء هذه الحملة، لكن صاحب هذه القناة يزعم أنه صحفي ويبحث عن مستخدمين ينشرون محتوى إضافياً مؤيداً للحكومة (مثل دعم الرياضيين الروس في الأولمبياد) وشركات خاصة، وفقاً لما أورده موقع Engadget الأمريكي، الجمعة 11 مارس/آذار 2022.

يأتي نشر المحتوى المؤيد لروسيا على "تيك توك" رغم الحظر الذي فرضه الموقع على مقاطع الفيديو الفيديو الجديدة من روسيا، إذ يوضح صاحب القناة على "تلغرام" للمؤثرين الروس، طريقة تفادي هذا الحظر، ونشر بعضهم مقاطع فيديو بعد سريان الحظر.

بعدما نشر موقع Vice News نتائج تحقيقاته، أُغلقت القناة  فجأة في 9 مارس/آذار 2022، وحُذفت معظم مقاطع الفيديو بعدها، وقال الموقع: "قيل إن فريق الحملة هو من طلب منهم ذلك، وظلت مقاطع أخرى، وليس أكيداً عدد الحملات المماثلة التي قد تكون جارية، وليس واضحاً أيضاً إن كانت هذه الحملات الدعائية قد أتت بنتائج".

لم تعلق شركة "تيك توك" على هذه الحملة المؤيدة للكرملين وأخبرت موقع Vice عن جهودها بشكل عام لرصد "التهديدات الناشئة" و"المعلومات المضللة الخبيثة" المحيطة بحرب روسيا على أوكرانيا.

يقول موقع Engadget الأمريكي، إنه "سواء كانت الحكومة الروسية متورطة في هذه الحملة على تيك توك أم لا، فلا شك أن الدولة حاولت السيطرة على الخطاب المحيط بأوكرانيا على الإنترنت"، مشيراً إلى حجب موسكو لإنستغرام، واتهم روسيا "بنشر معلومات مضللة على حسابات سفاراتها".

أمريكا تجذب المؤثرين

أمريكا هي الأخرى لجأت إلى المؤثرين على "تيك توك"، وكشفت "واشنطن بوست" الأمريكية أن البيت الأبيض أطلع أصحاب حسابات مؤثرين، على الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة في أوكرانيا.

الصحيفة أوضحت أن موظفي مجلس الأمن القومي، والمتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي أطلعوا 30 من نجوم تطبيق تيك توك المؤثرين، خلال مؤتمر عبر برنامج "زوم" نهاية الأسبوع الفائت، على الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة.

كما أجاب البيت الأبيض عن أسئلة حول توزيع المساعدات على الأوكرانيين، والعمل مع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بالإضافة إلى رد الفعل الأمريكي المحتمل حال قيام روسيا باستخدام الأسلحة النووية.

"واشنطن بوست"، التي حصلت على تسجيل للمؤتمر، قالت إنه "مع تصاعد الأزمة الأوكرانية-الروسية، لجأ الملايين إلى تطبيق تيك توك للحصول على معلومات حول ما يحدث هناك في الوقت الفعلي".

أضافت الصحيفة أن "مقاطع مصورة عبر منصة تيك توك قدمت بعض اللمحات الأولى عن التدخل العسكري الروسي، ومنذ ذلك الحين أصبحت منفذاً أساسياً لنشر الأخبار للمستخدمين حول العالم".

كان مواطنون أوكرانيون يختبئون في الملاجئ أو يفرون من منازلهم، قد شاركوا قصصهم على منصة تيك توك، واتهمت الصحيفة روسيا بـ"نشر معلومات مضللة ودعاية روسية"، مضيفةً: "بالتالي، سعى مشاهير مؤثرون عبر منصة تيك توك، يتابعهم ملايين من مستخدمي المنصة، بشكل متزايد إلى شرح أبعاد الأزمة لمتابعيهم، بحسب الصحيفة نفسها".

لفتت الصحيفة أيضاً إلى أن "البيت الأبيض كان يراقب عن كثب صعود منصة تيك توك كمصدر إخباري مهيمن، ما أدى إلى اتخاذ القرار بالاقتراب من مجموعة مختارة من الأسماء الأكثر نفوذاً على المنصة".

ترأس الإحاطة عبر زوم كل من مات ميللر، المستشار الخاص للاتصالات في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، وبساكي، ومدير الاستراتيجية الرقمية في البيت الأبيض، روب فلاهيرتي.

خلال المؤتمر، قال فلاهيرتي: "نحن ندرك أن هذا (تيك توك) يمثل وسيلة بالغة الأهمية في الطريقة التي يكتشف بها الجمهور الأمريكي آخر المستجدات، لذلك أردنا التأكد من حصول أصحاب الحسابات المؤثرة ذات الشعبية على أحدث المعلومات من مصدر موثوق".

بعد المؤتمر، قال العديد من نجوم تيك توك إنهم شعروا بأنهم أصبحوا أكثر قدرة على فضح المعلومات الخاطئة، والتواصل بشكل فعال حول الأزمة الأوكرانية.

يُذكر أن روسيا أطلقت في 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية بأوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.​​​​​​

تشترط موسكو لإنهاء عمليتها العسكرية تخلي كييف عن أي خطط من شأنها الانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، واتخاذ موقف الحياد التام.

تحميل المزيد