ظهر مستشارو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فيديو جرى تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل، وهم يحتسون القهوة ويمشون في شوارع العاصمة كييف، التي غادرها عدد كبير من سكانها على وقع الهجوم الروسي المستمر على البلاد منذ 3 أسابيع.
التقط المستشار ميخايلو بودولياك مقطعاً مصوراً له مع عدد من زملائه يتغزلون في المدينة رغم الدمار الذي لحق بها وفرار أكثر من نصف سكانها، حيث أرفقه على تويتر بعبارة "كييف دائماً جميلة حتى خلال أوقات الحرب".
كان أحد المستشارين الاثنين المرافقين له في جولته بكييف قد علق على الأوضاع قائلاًك "إنه لأمر مخزٍ أن تكون المدينة فارغة للغاية، لكننا وجدنا القهوة!".
حصد المقطع المصور أكثر من 4 ملايين مشاهدة في يوم، مع تفاعل واسع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
فيما نشرت صحفية أوكرانية تدعى كريستينا بيردينسكيخ عبر حسابها على تويتر صوراً لها وهي تشرب القهوة، قائلة إنها تمكنت من الحصول على كوب قهوة "مجاناً" من أحد المقاهي رغم الحرب الدائرة.
حيث قالت إن أحد المقاهي رفض الحصول على ثمن المشروب الساخن "إلا بعد تحقيق النصر".
كييف تستعد لحصار طويل
تستعد العاصمة الأوكرانية كييف لمواجهة حصار من قِبل القوات الروسية التي تحاول تطويق المدينة، فيما توعَّد الرئيس فولوديمير زيلينسكي موسكو بالقتال حتى الموت، للدفاع عن المدينة.
وكالة الأنباء الفرنسية نقلت الأحد عن مصادر أوكرانية- لم تذكر اسمها- قولها إن العاصمة كييف باتت مُحاصرة بشكل متزايد بالجنود الروس، الذين دمروا مطار فاسيلكيف، السبت 12 مارس/آذار 2022.
يأتي هذا بينما أصبحت الطرقات المؤدية إلى الجنوب من كييف، الوحيدة المفتوحة، وقالت هيئة أركان الجيش الأوكراني إن القوات الروسية الموجودة بضواحي العاصمة تحاول تحييد المناطق المحيطة بها، من أجل محاصرة المدينة.
وقالت إدارة مدينة كييف الأحد إنها جهزت احتياطيات من المواد الغذائية الأساسية تكفي أسبوعين تحسباً لحصار القوات الروسية للمدينة.
كما قالت في بيان نشرته على الإنترنت: "المدينة استعدت لإجراءات محتملة في حال حصارها. مليونان من سكان كييف لم يتركوا ديارهم لن يبقوا دون دعم إذا ما ساءت الأوضاع".
من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الروسية كانت موجودة السبت، 12 مارس/آذار 2022، على بُعد 25 كيلومتراً من العاصمة، وإن رتلاً في شمال المدينة قد تفرّق، وهو ما يُعزز فكرة وجود نية لتطويق كييف.
غير أنّ القوات الروسية تُواجه مقاومة من الجيش الأوكراني، غرب العاصمة وشرقها، ووعدت الرئاسة الأوكرانية بـ"دفاع لا هوادة فيه" عن كييف.
الرئيس الأوكراني زيلينسكي، قال إن روسيا تكبَّدت في بلاده خسارةً غير مسبوقة، وجيشها تعرَّض لأكبر ضربة منذ عقود، وفق تعبيره، وأضاف أن "العدو لن يتمكن من دخول كييف إلا بعد إبادتنا جميعاً"، متعهداً بالقتال دفاعاً عن المدينة حتى الموت.
بدورهم، أكّد جنود أوكرانيون للوكالة الفرنسية، أن معنوياتهم جيدة، أما بالنسبة إلى القوات الروسية فقال الجندي إيليا بيريزنكو: "إنهم مجبرون على التخييم في قرى تقترب فيها درجات الحرارة من عشرة تحت الصفر خلال الليل، ويفتقرون إلى الإمدادات ويضطرون إلى نهب المنازل"، بحسب قوله.
يُذكر أن روسيا أطلقت في 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية بأوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
تشترط موسكو لإنهاء عمليتها العسكرية تخلي كييف عن أي خطط من شأنها الانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، واتخاذ موقف الحياد التام.