أعلن جهاز مكافحة الإرهاب بحكومة إقليم كردستان عن تعرض أربيل عاصمة الإقليم في شمال العراق، فجر الأحد 13 مارس/آذار 2022، لهجوم بـ12 صاروخاً باليستياً أطلقت من خارج العراق، مشيراً إلى أن الهجوم استهدف محيط القنصلية الأمريكية.
السلطات في إقليم كردستان أشارت إلى أن الهجوم الصاروخي جاء من جهة الشرق في تمام الساعة الـ01:00 بتوقيت العراق، ويحد الإقليم من جهة الشرق إيران.
وكالة رويترز نقلت عن مسؤول أمريكي- لم تذكر اسمه- قوله إن الهجوم انطلق من إيران، ولم يقدم المسؤول مزيداً من المعلومات، كذلك لم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم.
من جانبه، قال محافظ أربيل، حميد حسناف، في بيان، إن الهجوم الصاروخي على القنصلية الأمريكية كان "هجوماً إرهابياً"، وإن القوات الأمنية في المدينة استنفرت بعد الحادث.
كذلك، أدان رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الهجوم، وقال إن الاعتداء الذي استهدف أربيل وروَّع سكانها يعد اعتداءً على أمن الشعب العراقي.
الكاظمي أضاف في تغريدة على حسابه في تويتر: "تابعنا مع رئيس حكومة إقليم كردستان تطورات الموقف، وستقوم قواتنا الأمنية بالتحقيق في هذا الهجوم، وسنتصدى لأي مساس بأمن مدننا وسلامة مواطنينا".
شهود عيان تحدثوا عن رؤيتهم عدة صواريخ تسقط في محيط القنصلية الأمريكية بمدينة أربيل، ونقلت عنهم وكالة الأناضول قولهم إن 8 صواريخ على الأقل سقطت في محيط القنصلية الأمريكية، مضيفين أن القنصلية أطلقت صفارات الإنذار فيما انتشرت قوات الشرطة والأمن الداخلي في محيط القنصلية.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الهجوم الصاروخي لم يخلف خسائر بشرية ولم تتضرر القنصلية، وأدانت الهجوم على قنصليتها ووصفته بأنه "عمل جبان"، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول.
لم يكشف المسؤولون الأكراد حتى الآن عن مكان وقوع الهجوم الصاروخي، وقال متحدث باسم السلطات الإقليمية إنه لم يحدث توقف في الرحلات الجوية بمطار أربيل.
كذلك، نشر سكان أربيل مقاطع مصورة على الإنترنت لعدة انفجارات كبيرة وقال البعض إن الانفجارات هزت منازلهم.
كانت القوات الأمريكية المتمركزة في مجمع مطار أربيل الدولي قد تعرضت في السابق لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيَّرة، ألقى مسؤولون أمريكيون بالمسؤولية فيها على فصائل مسلحة متحالفة مع إيران، لكن لم تقع مثل هذه الهجمات منذ عدة أشهر.
كانت آخر مرة تعرضت فيها القوات الأمريكية لهجمات بصواريخ باليستية، في يناير/كانون الثاني 2020، وذلك في رد إيراني على قيام الولايات المتحدة بقتل القائد السابق لـ"فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد.
لم يسقط أي عسكري أمريكي قتيل في هجوم 2020، لكن كثيرين عانوا من إصابات في الرأس.
تقول الولايات المتحدة وكثير من المسؤولين العراقيين إن الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران دأبت على مهاجمة مواقع عسكرية ودبلوماسية أمريكية بالعراق. وتنفي إيران ضلوعها في تلك الهجمات.
يأتي هذا بينما يشهد العراق حالة من عدم الاستقرار المزمن منذ هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في عام 2017، على يد تحالف فضفاض من القوات العراقية وقوات تقودها الولايات المتحدة وأخرى مدعومة من إيران.