أعلن الأوليغارشي الروسي الإسرائيلي، ليونيد نيفزلين، أنه يعتزم التخلي عن جواز سفره الروسي؛ احتجاجاً على الهجوم الروسي على أوكرانيا، طبقاً لما أوردته صحيفة Washington Post الأمريكية، الأربعاء 9 مارس/آذار 2022.
حيث كتب نيفزلين في منشورٍ على حسابه بموقع "فيسبوك"، الثلاثاء: "كل شيء يلمسه بوتين يموت. أنا ضد الحرب. أنا ضد الاحتلال. أنا ضد الإبادة الجماعية للشعب الأوكراني".
كان نيفزلين من أفراد الأوليغارشية الروسية البارزين الأوائل الذين اختاروا المنفى الطوعي في إسرائيل، هرباً مما وصفه بأنه حملة اضطهاد ذات دوافع سياسية من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
فقد هرب نيفزلين من روسيا إلى إسرائيل في عام 2003، وسط تحقيق مدعوم من الكرملين بشأن شركته النفطية Yukos، حيث كان نيفزلين أحد مالكي Yukos مع ميخائيل خودوركوفسكي، الذي سجنته محكمة في موسكو بتهمة الاحتيال، ثم أضافت تهمتي الاختلاس وغسيل الأموال لاحقاً.
"إسكات المعارضين"
بينما رفضت إسرائيل طلبات تسليم نيفزلين إلى روسيا من أجل مواجهة اتهامات بارتكاب جرائم القتل، والشروع في قتل، والجرائم المالية.
لكن نيفزلين نفى جميع الاتهامات، قائلاً إنها محاولات من جانب بوتين لإسكاته وإسكات معارضين آخرين.
فيما أردف نيفزلين: "كنت من أوائل الذين استهدفهم بوتين. إذ ألقى أصدقائي في السجون وقتل بعضهم. لقد أمضيت ما يقرب من عشرين عاماً خارج روسيا، وهذا هو ما مكنني من رؤية عملية تعفنها وتحللها".
في حين حصلت موجة جديدة من المواطنين الروس الأثرياء، ومن ضمنهم المالك السابق لفريق تشيلسي لكرة القدم ومؤيد بوتين القديم رومان أبراموفيتش، على الجنسية الإسرائيلية؛ لتجنب العقوبات الأمريكية جزئياً خلال السنوات التي أعقبت ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014. وما يزال كثير منهم يتمتعون بعلاقات تجارية ومالية في روسيا، كما كانوا حذرين في ما يتعلّق بانتقاد الحرب علناً.
من جانبه، وصف الملياردير المصرفي ميخائيل فريدمان الحرب بأنها "مأساة"، وقال إنها "لن تكون الحل أبداً". لكنه أوضح في مؤتمرٍ صحفي عُقد يوم الثلاثاء بالعاصمة البريطانية لندن، أنه لن ينتقد هجوم بوتين على أوكرانيا بشكلٍ مباشر؛ لتجنب الأعمال الانتقامية ضد موظفيه.
كما أشار نيفزلين إلى أن مواطنيه ابتهجوا بسقوط الاتحاد السوفييتي في التسعينيات، مضيفاً: "الحمد لله أن بعضهم لم يعُد حياً ليشهد هذا اليوم. اليوم الذي تحوّل فيه وطنهم الأم، الذي قبلوا جوازات سفره الجديدة، إلى دولةٍ فاشية".
الأسبوع الثاني للحرب
في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية نهاية أسبوعها الثاني؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسك طرفي النزاع بموقفهما وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".