بدأت الشركة الإماراتية Digital14 -التي ورثت بعض أكثر الأنشطة الاستراتيجية للشركة التي توقف نشاطها الآن DarkMatter، وضمن ذلك مختبر أبحاث الثغرات الأمنية xen1thLabs- بالإفراج تدريجياً عن مهندسي الاستخبارات الإلكترونية. ومنحتهم خيار ترك الشركة تماماً أو العمل لصالح شركة لا تزال في طور التأسيس، تحت الاسم المحتمل CPX، طبقاً لما أورده موقع Intelligence Online الفرنسي المتخصص بشؤون الاستخبارات، الجمعة 11 مارس/آذار 2022.
فيما تخضع شركة D14 لتغييرات منذ عدة أشهر بالفعل، وقد أعادت تشكيل فريق إدارتها العليا؛ لإفساح المجال لأنصار مستشار الأمن القومي، طحنون بن زايد آل نهيان.
مؤتمر GISEC للأمن السيبراني
بينما يُحتمَل نقل الوحدات التي لم تشارك في أنشطتها الهجومية السيبرانية خلال الأشهر القليلة المقبلة، إلى شركات أخرى. ويمكن توقع إعلانات بهذا المعنى في مؤتمر GISEC للأمن السيبراني، الذي من المقرر عقده بدبي في الفترة من 21 إلى 23 مارس/آذار، والذي ينعقد برعاية مجلس الأمن السيبراني في الإمارات، ومركز دبي للأمن الإلكتروني، وشرطة دبي، ودبي الذكية، وهيئة تنظيم الاتصالات.
بحسب وزارة الاقتصاد الإماراتية، يجمع مؤتمر GISEC أكثر من 8000 مشارك، ما بين طرف فاعل في مجال أمن وتكنولوجيا المعلومات، وقائد أعمال من مختلف أنحاء العالم. ويُعد هذا الحدث السنوي المعنيّ بالأمن السيبراني بمثابة منصة لمناقشة آخر توجهات وابتكارات وحلول هذا القطاع.
كما تشهد هذه الفعالية مشاركة الجهات الحكومية المعنية بالتقنيات المتقدمة والرقمية، وكذلك الأفراد الفاعلين في المجال السيبراني، حيث تتم مناقشة التوجهات المستقبلية في هذا القطاع، إلى جانب المباحثات التي من شأنها ضمان خصوصية بيانات المواطنين، وحماية اتصالية وسائل النقل المستقلة، ومنع الاختراقات السيبرانية، وغيرها من الموضوعات، بحسب الوزارة الإماراتية.
"إحكام السيطرة"
في حين تحدث عملية إعادة تشكيل قطاع الاستخبارات الإلكترونية بالإمارات في الوقت الذي "يستكمل فيه طحنون بن زايد آل نهيان -مستغلاً الخلافات العائلية التي تثير غضب الدولة- استيلاءه على صناعة الأمن في البلاد"، وفقاً لموقع Intelligence Online الفرنسي الذي أكد أن الشيخ طحنون استحوذ تدريجياً على مجموعة Edge العملاقة للدفاع داخل إمبراطوريته.
وفق الموقع الاستخباراتي، لا تزال المسؤولية عن البرامج الاستراتيجية ذات الاهتمام الوطني محل نزاع مرير، وذلك على الرغم من أنَّ الوضع يبدو هادئاً على السطح، وأنَّ D14 قد بدأت العمل مع شركة Beacon Red التابعة للحرب الهجينة التابعة لشركة Edge.
كما أضاف الموقع ذاته أن "إعادة تنظيم القدرات السيبرانية للدولة في ظل كيان أنشأه طحنون بن زايد آل نهيان وحده، وسيلة أكيدة بالنسبة له لتعزيز قبضته في هذا المجال. ويؤكد ذلك أنَّ مجموعة Edge يترأسها فيصل البناي، الرئيس السابق لشركة Dark Matter والمؤيد المخلص لخالد بن محمد آل نهيان، نجل ولي العهد محمد بن زايد آل نهيان".
إلا أنه عكس D14، التي تسيطر عليها رسمياً شركة ADQ القابضة التابعة للقطاع العام، فإنَّ CPX ستكون جزءاً من مجموعة 42 المعنية بالذكاء الاصطناعي، التي تخضع أيضاً لسيطرة طحنون ونفذت عدداً من الأنشطة في قطاع الفضاء.
يأتي إنشاء CPX ضمن روتين نُفِذ بالفعل ثلاث مرات، والذي يتضمن نقل أبوظبي قدراتها الهجومية الإلكترونية من شركة إلى أخرى.
كذلك، يشمل الروتين نقل موظفي وأنشطة الشركة الأصلية جزئياً أو كلياً إلى الشركة الجديدة. وبدأ كل هذا مع برنامج Raven للهجوم الإلكتروني الذي كشف عن موقع Intelligence Online في عام 2012. ونُقِلَت أنشطته لاحقاً إلى شركة Darkmatter. وعندما تعرضت هذه الأخيرة للهجوم في الصحافة، قُسِّمَت أنشطتها بين شركتي Beacon Red وD14.