"الخطر الروسي" بدول البلقان يُقلق قادتها.. متخوفون من قيام موسكو بفتح ساحات قتال جديدة على أراضيهم لمواجهة الغرب
حذر قادة منطقة غرب البلقان من محاولة روسيا توسيع مواجهتها مع الغرب، عن طريق الضغط على صربيا، لتقويض استقلال كوسوفو ودول أخرى في غرب البلقان، وبحسب مقابلات مع صحيفة The Guardian البريطانية، فإنهم يرون أن هذا الاحتمال مرجح.
وحذَّر رئيس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي، من أن "من مصلحة الاتحاد الروسي أن يكون لديه ساحات قتال جديدة؛ لأنهم لا يريدون العودة إلى السلام".
أما رئيسة البلاد، فيوزا عثماني، فقد حذرت من أن تسعى روسيا إلى زعزعة استقرار أوروبا، عن طريق زعزعة استقرار غرب البلقان.
تحسباً لذلك؛ دعا قادة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لتسريع البت في طلبات عضوية من جانب دول البلقان، وتعزيز دفاعاتها ضد التدخل الروسي.
الخطر الروسي في البلقان
يخشى الكثيرون في البلقان من أن روسيا قد تعمد إلى تهديد استقرار البلقان؛ والذي شهد مواجهات دامية على إثر انهيار الاتحاد السوفييتي في التسعينات، عن طريق صربيا.
وقد تسعى موسكو لفعل ذلك كرد على الإجراءات العقابية الغربية ضدها، وكسبيل آخر للي ذراع الأوروبيين.
في سياق متصل؛ حذر عضو الرئاسة الثلاثية للبوسنة والهرسك، شفيق جعفروفيتش، من أن بلاده معرضة بشكل خاص للتدخل الروسي، مضيفاً أن ميلوراد دوديك، عضو الرئاسة الصربي، وصاحب صلات وثيقة بالكرملين، يهدد بسحب مشاركة صرب البوسنة في الجيش البوسني، والقضاء والنظام الضريبي، ما يعني عملياً إنهاء معاهدة دايتون للسلام، التي أنهت الحرب في عام 1995.
ويحذر البوسنيون من محاولة صرب البوسنة الاستفادة من حقيقة تركز اهتمام الغرب على أوكرانيا، وتشجيع روسيا له على زعزعة استقرار البلاد.
خصوصاً أن البوسنيين يرون أن روسيا تحرص دائماً على إظهار قدرتها على زعزعة استقرار الجزء الضعيف من الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بحسب جعفروفيتش.
تهديد استقرار أوروبا
لا يقف الخطر عند دول البلقان؛ بل يتعداه إلى دول البلطيق، والتي قالت عثماني إن من المرجح أن تحاول روسيا زعزعة استقرارها أيضاً، لإثارة التوترات وتوسيع الأزمة.
يخشى الكوسوفيون أيضاً أنه وكلما طال أمد الحرب في أوكرانيا، زادت فرص انتشارها في غرب البلقان، وربما في غيره من المناطق الأوروبية، لأن من مصلحة الروس أن يكون لديهم مساحات قتال جديدة.
لذلك يحذر رئيس وزراء كوسوفو؛ ألبين كورتي، من أن بوتين يعتبر تدخل حلف شمال الأطلسي في كوسوفو أهم حدث دولي في العصر الحديث.
ولذلك يسعى بوتين لإفشال دولة كوسوفو، لإظهار أن نجاح الناتو لم يكن إلا نجاحاً مؤقتاً، كما هو الحال في العراق وأفغانستان، على حد قول كورتي.
جهد دبلوماسي أوروبي
تأتي هذه التصريحات، في الوقت الذي بدأت فيه وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، جولة في غرب البلقان، لتوصل رسالة أوروبية، مفادها أنهم لن يتركوا المنطقة تقع تحت تأثير روسيا.
في الوقت الذي تضاعف فيه كل من كوسوفا وألبانيا ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود دعواتها لإحراز تقدم جاد، في طلباتهم المتوقفة للانضمام للناتو والاتحاد الأوروبي.
في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار لصربيا، والتي تقوم بتوازن دقيق بين تطلعاتها الأوروبية، وعلاقتها الثقافية والسياسية الوثيقة بروسيا.
وسط دعم من جزء من الشعب الصربي للهجوم العسكري على أوكرانيا، والذي عكسته مظاهرة في مؤيدة لموسكو، تحمل أعلاما روسية وصور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى امتناعها عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة.