أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 11 مارس/آذار 2022، أن الوضع في أوكرانيا كشف عن مشاكل كبيرة في مجلس الأمن الدولي وعن فشله، متسائلاً: "هل كنا سنواجه المشهد القائم حالياً (الحرب الروسية ـ الأوكرانية) لو أن الغرب كله والعالم أجمع رفع صوته ضد احتلال القرم عام 2014؟"، في إشارة إلى ضم موسكو شبه جزيرة القرم من طرف واحد.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي، بانطلاق منتدى أنطاليا الدبلوماسي، بمشاركة قادة دول ومنظمات دولية.
حيث جدد أردوغان انتقاداته لآلية عمل مجلس الأمن الدولي لفض النزاعات، الذي يقرر فيه الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن الدولي مصير 193 دولة عضو في المنظمة، وهو ما اعتبره أمراً "غير عادل".
وشدّد على أن مشكلة مجلس الأمن تكمن في نظام التصويت، "فعندما يصبح أحد الأطراف المتصارعة عضواً دائماً ويملك حق النقض الفيتو فإن الدور الملزم لمجلس الأمن الدولي يتعطل".
هيكل أمني عالمي جديد
فيما أكد الرئيس التركي على ضرورة "إنشاء هيكل أمني عالمي جديد يحرص على السلام ويخدم البشرية جمعاء بدلاً من مصالح دول مجلس الأمن الخمس (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا)".
بينما أوضح أن جمع روسيا وأوكرانيا في أول لقاء رفيع المستوى بأنطاليا التركية، يظهر أن منتدى أنطاليا الدبلوماسي بدأ تحقيق أهدافه، مشيراً إلى لقاء وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف، وأوكرانيا دميترو كوليبا، في ولاية أنطاليا، الخميس، بحضور وزير خارجيته مولود تشاووش أوغلو.
كما لفت الرئيس التركي إلى أن "2 مليون لاجئ أوكراني انضموا لقائمة اللاجئين حول العالم، لتزداد التحديات الدولية"، موضحاً أنه أجرى اتصالات دبلوماسية مكثفة مع 30 رئيس دولة وحكومة بشأن الأزمة الأوكرانية.
إسكات صوت الأسلحة
في حين أعرب أردوغان عن أمله أن يسود الهدوء وضبط النفس وإسكات صوت الأسلحة في أقرب وقت بالحرب الروسية ـ الأوكرانية، مردفاً: "نحن أمام مشهد مدمر في أوكرانيا حيث يتوفى المدنيون الأبرياء وتتعرض المدن للتدمير".
كذلك وصف أردوغان تصرف الدول الغربية تجاه الأدباء الروس، وخاصة الروائي ميخايلوفيتش دويستوفسكي، بأنه يشبه تصرف المغول بقيادة هولاكو عندما أحرقوا الكتب في بغداد، منوهاً بأنه في الوقت الذي يدعم فيه "نضال الشعب الأوكراني لا يمكن قبول العنصرية تجاه المواطنين من أصول روسية".
يشار إلى أنه عُقد في أنطاليا التركية، الخميس، اجتماع ثلاثي ضم تشاووش أوغلو، وكوليبا، ولافروف، وذلك في أول مباحثات روسية أوكرانية رفيعة المستوى، بجهود تركية.