أثارت رسائل مثيرة للحيرة والارتباك من الإمارات، ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، حول ما إذا كانت تدعم زيادة الإنتاج أم لا، اضطرابات في سوق النفط، في وقت تسعى فيه الدول المستهلكة إلى زيادة الخام، يوم الخميس، لتعويض النقص في الإمدادات الروسية.
إذ كان سفير الإمارات لدى واشنطن، يوسف العتيبة، قال الأربعاء، 9 مارس/آذار 2022، في بيان نشرته السفارة على تويتر إن أبوظبي تفضل زيادة الإنتاج، وستحث أوبك على النظر في رفع الإنتاج.
لكن مصدراً إماراتياً مطلعاً قال لرويترز الخميس، 10 مارس/آذار، إن الإمارات لن تتحرك بشكل منفرد وترفع الإنتاج، مضيفاً أنها لا تزال ملتزمة بسياسة تحالف أوبك+.
كانت (أوبك+)، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفاءهما، أبرمت اتفاقاً لزيادة الإنتاج تدريجياً كل شهر بمقدار 400 ألف برميل يومياً. ويرفض تحالف أوبك+ التحرك بسرعة أكبر حتى مع زيادة الأسعار بشدة، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
انخفاض مؤقت لأسعار النفط
في تعليقك سفير الإمارات إشارة إلى تحول في الموقف، ما أدى إلى انخفاض شديد في سعر خام برنت، بلغ 13% مع نهاية تعاملات يوم الأربعاء عند 111.14 دولار للبرميل، وهو أكبر انخفاض في يوم واحد منذ الأيام الأولى من جائحة كوفيد-19 سنة 2020.
لكن التعليقات اللاحقة من المصدر الإماراتي قللت من احتمالات وجود أي تحول في الموقف، ما ساعد في دفع الأسعار إلى ما فوق 116 دولاراً يوم الخميس.
الإمارات والسعودية من بين عدد قليل من أعضاء أوبك الذين يملكون طاقة فائضة تسمح بزيادة الإنتاج، وربما تعويض خسائر الإمدادات من روسيا أو أي مكان آخر.
قال المصدر الإماراتي، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن الدولة الخليجية ملتزمة بتحالف أوبك+ وإن وزارة الطاقة وحدها هي المسؤولة عن السياسة النفطية.
فيما قال سهيل المزروعي، وزير الطاقة في بيان، الأربعاء، إن بلاده تؤمن بالقيمة التي تقدمها مجموعة أوبك+ للسوق. بينما لم تُدلِ السعودية بأي تعليق عام هذا الأسبوع.
لكن العراق قال الأربعاء إن زيادة الإنتاج ليست ضرورية. وقالت شركة تسويق النفط العراقية المملوكة للدولة (سومو)، في بيان، إن العراق يعتقد أن الزيادات الشهرية المقررة لإنتاج أوبك+ كافية لمعالجة أي نقص قد يحدث في الإمدادات، إذ إن العرض والطلب متوازنان.
موقف السعودية من تصريح الإمارات
تصريحات سفير أبوظبي في واشنطن فاجأت السعودية، التي اختارت أن تقف في صف روسيا، إذ قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن خطوة أبوظبي قد تهدد بإحداث شقاق داخل دول أوبك، وعلى رأسها السعودية.
بدوره قال مسؤول سعودي للصحيفة الأمريكية إن موقف أبوظبي بشأن زيادة إنتاج النفط لم يكن بتنسيق مع الرياض، ولم تبلغ به أوبك، وأضافت الصحيفة الأمريكية، نقلاً عن مصادرها، أن تغير موقف الإمارات إزاء حجم إنتاج النفط مفاجئ، ولم يُبحث داخل أوبك، مشيرة إلى أن تغير الموقف الإماراتي جاء بضغط من واشنطن.
في الوقت ذاته، قال مستشار أمن الطاقة الأمريكي عاموس هوشتاين إن "أوبك بلس لم تعد موجودة.. أوبك+ هي روسيا، وروسيا لا تستطيع الإنتاج أو على الأقل التصدير بعد الآن".
كما أوضح هوشتاين أن بيان سفير أبوظبي في واشنطن، يوسف العتيبة، تضمّن الحديث عن أوبك، وليس أوبك بلس، وهذا الحذف لأوبك بلس له معانيه الصارخة.