تلجأ المتاحف في أوكرانيا إلى المسارعة في حماية آثارها القديمة بأي طرق ممكنة في خضم الهجمات الروسية على المدن والبلدات الأوكرانية، طبقاً لما أورده موقع Business Insider الأمريكي، الثلاثاء 8 مارس/آذار 2022.
حيث يزيل متطوعون في المتحف الوطني الكائن بمدينة لفيف الواقعة غرب أوكرانيا، التحف والآثار من أماكن العرض لتخزينها في قبو البناية من أجل حفظها. إذ إن المخطوطات القديمة- التي تضم إنجيلاً يبلغ عمره 1000 عام مُطرزاً بخيوط ذهبية- تُعبأ داخل كراتين تُستخدم عادةً لنقل الموز.
كما خَزّن المتحف في قبوه ألواحاً مطلية بالذهب كانت استُعيدت من كنائس باروكية تعود إلى القرن السابع عشر، وخُزِّنت بعض القطع في الممرات بسبب امتلاء القبو، بحسب تقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية.
من جهتها، قالت منظمة اليونسكو الثقافية التابعة للأمم المتحدة، يوم الخميس 3 مارس/آذار، إنها "قلقة للغاية من التطورات في أوكرانيا"، وطالبت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي بـ"حماية الإرث الثقافي الأوكراني الذي يقف شاهداً على التاريخ الثري للبلاد، ويتضمن 7 مواقع تراث عالمي"، بما في ذلك المواقع التي تقع في كييف ولفيف.
يشار إلى أن مدينة لفيف لم تُستهدف بعد بالهجمات الصاروخية والمدفعية الروسية التي دمرت بنايات في بعض المدن شرق البلاد.
على إثر ذلك، صارت مدينة لفيف مركزاً للأوكرانيين الفارين من المدن الرئيسية، مثل العاصمة كييف، بجانب أن كثيراً منهم يخطط لمغادرة أوكرانيا والذهاب إلى بلاد مجاورة.
"الكنز الوطني"
بدوره، ذكر إيهور كوزان، مدير المتحف الوطني في لفيف، أنهم يحتاجون إلى رعاية إرثهم، لأن "هذا هو كنزنا الوطني"، منوهاً إلى أنه يتلقى مكالمات يومية من مؤسسات ثقافية أوروبية تعرض المساعدة، بينما يسابق هو وموظفوه للحفاظ على أعمال المتحف.
فيما يضم المتحف حوالي 175 ألف قطعة أثرية، وهو ما ذُكر في الموقع الإلكتروني الخاص به.
كذلك أخبر كوزان وكالة The Associated Press قائلاً: "اليوم ترون الجدران الخالية، لذلك يبدو الشعور مريراً وحزيناً. لم نصدق حتى اللحظة الأخيرة أن هذا يمكن أن يحدث".
كوزان استطرد قائلاً: "يجب أن تعيش المتاحف. يجب أن يكون الناس هناك، والأطفال قبل أي شيء. يجب عليهم تعلم أساسيات ثقافتهم".
مخاوف من تدمير القطع الأثرية
في غضون ذلك، يحزم المتطوعون القطع الأثرية في مكان آخر من مدينة لفيف، خوفاً من تعرضها للتدمير.
فقد جرى تفكيك أماكن عرض القطع الأثرية في متحف تاريخ الأديان، بينما جرى تغطية تماثيل الكاتدرائية اللاتينية بالكراتين والبلاستيك والإسفنج.
في حين نشر متطوعون في مؤسسة لفيف للحفاظ على الآثار المعمارية والتاريخية سلسلة من الصور على موقع فيسبوك يوم الأربعاء 2 مارس/آذار، بينما يضعون ألواحاً فوق النوافذ ذات الزجاج المزخرف لكنيسة انتقال السيدة العذراء وسط المدينة.
من جانبها، أوضحت رئيسة قسم المخطوطات والكتب النادرة، آنا نوروبسكا، أنها ما زالت لا تعرف مكان تخزين أكثر من 12 ألف عنصر يعملون على تعبئتها في صناديق بأمان، مردفة: "هذه قصتنا. هذه حياتنا. إنها مهمة جداً بالنسبة لنا".
بينما دخلت إحدى غرف المتحف، ورفعت كتاباً هائلاً، وتشكلت الدموع في عينيها، مضيفة: "إنه كتاب روسي، أنا غاضبة للغاية".
يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه المواقع التراثية في جميع أنحاء أوكرانيا خطراً مع استمرار القتال.