أعلنت وزيرة الداخلية الإيطالية، الإثنين 7 مارس/آذار 2022، أن السلطات تجري مسحاً للعقارات التي صادرتها من المافيا بهدف استخدامها في إيواء لاجئين أوكرانيين وافدين إلى البلاد.
الوزيرة لوسيانا لامورجيزي، في بيان وفقاً لما نشرته وسائل إعلام أجنبية، قالت إن الوكالة التي تدير الممتلكات المصادرة من المافيا بدأت درس العقارات "التي يمكن استخدامها على المدى القصير، ولو موقتاً، لإيواء لاجئين من أوكرانيا".
وقد وصل 17,286 أوكرانياً، معظمهم من النساء والأطفال، إلى إيطاليا منذ بدأ الجيش الروسي حربه على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، بحسب وزارة الداخلية.
ورغم أن معظم هؤلاء اللاجئين وجدوا ملاذاً لدى أقارب وأصدقاء، تم الإبلاغ عن مبادرات خاصة وعامة في البلاد لتنظيم إقامة كثيرين آخرين.
إذ قال زعيم الحزب الديمقراطي اليساري، إنريكو ليتا: "هذه ليست إلا البداية. مئات الآلاف من اللاجئين يأتون وعلينا أن نتحمل ذلك"، وأضاف: "يجب أن نكون مستعدين أيضاً لاستقبال الروس الفارين من روسيا، هذا البلد الذي يتحول بشكل متزايد إلى سجن".
ويأتي هذا بعد أن كشفت "منظمة الهجرة الدولية" أن أكثر من 1.45 مليون شخص غادروا أوكرانيا منذ بدء مهاجمتها من قِبل روسيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، ويتوقع أن يصل العدد إلى 1.5 مليون لاجئ، وهو ما وصفته الوكالة التابعة للأمم المتحدة بأنه أسرع وأكبر حركة نزوح للأشخاص في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية قالت إنه منذ أن هاجمت روسيا أوكرانيا هربت أعداد كبيرة من الأوكرانيين، واتجه معظمهم غرباً إلى دول الاتحاد الأوروبي الواقعة في شرق القارة، مثل بولندا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا، وقد تعهدت تلك الدول بتقديم المساعدة للأوكرانيين.
عبَر نحو نصف هؤلاء اللاجئين الحدودَ إلى بولندا، وقالت وكالة مراقبة الحدود البولندية، السبت 5 مارس/آذار، إن 827600 شخص دخلوا إلى البلاد من أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي، وأضافت الوكالة أن الساعات الأولى من يوم السبت شهدت وصول 33700 شخص، أي بأعداد أكبر من اليوم السابق.
خلال هذه الفترة القصيرة منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، كانت أعداد اللاجئين الذين عبَروا إلى الاتحاد الأوروبي أكبر من عدد اللاجئين الذين عبَروا الحدود إلى أوروبا في عام 2015 بأكمله، حين وصل نحو 1.3 مليون شخص من الشرق الأوسط وأماكن أخرى، في موجة هجرة أثارت وقتها خلافات حادة بين دول الكتلة الأوروبية وفرضت ضغوطاً على قادتها، وأبرزهم المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل.
يُشار إلى أن العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا ضد أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.