قالت "منظمة الهجرة الدولية"، السبت 5 مارس/آذار 2022، إن أكثر من 1.45 مليون شخص غادروا أوكرانيا منذ بدء مهاجمتها من قِبل روسيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، ويتوقع أن يصل العدد اليوم الأحد إلى 1.5 مليون لاجئ، وهو ما وصفته الوكالة التابعة للأمم المتحدة بأنه أسرع وأكبر حركة نزوح للأشخاص في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية قالت إنه منذ أن هاجمت روسيا أوكرانيا هربت أعداد كبيرة من الأوكرانيين، واتجه معظمهم غرباً إلى دول الاتحاد الأوروبي الواقعة في شرق القارة، مثل بولندا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا، وقد تعهدت تلك الدول بتقديم المساعدة للأوكرانيين.
عبَر نحو نصف هؤلاء اللاجئين الحدودَ إلى بولندا، وقالت وكالة مراقبة الحدود البولندية يوم السبت 5 مارس/آذار، إن 827600 شخص دخلوا إلى البلاد من أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي، وأضافت الوكالة أن الساعات الأولى من يوم السبت شهدت وصول 33700 شخص، أي بأعداد أكبر من اليوم السابق.
خلال هذه الفترة القصيرة منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، كانت أعداد اللاجئين الذين عبَروا إلى الاتحاد الأوروبي أكبر من عدد اللاجئين الذين عبَروا الحدود إلى أوروبا في عام 2015 بأكمله، حين وصل نحو 1.3 مليون شخص من الشرق الأوسط وأماكن أخرى، في موجة هجرة أثارت وقتها خلافات حادة بين دول الكتلة الأوروبية وفرضت ضغوطاً على قادتها، وأبرزهم المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل.
كانت دول مثل بولندا والمجر قد أثارت غضب بعض القادة الأوروبيين؛ لمعارضتها حصص اللاجئين التي حاول الاتحاد الأوروبي إقرارها لكل دولة، ولجأت هذه الدول وقتها إلى إقامة الأسوار وغيرها من القيود المشددة، التي كان الهدف منها منع اللاجئين وإبعادهم.
لكن ها هي البلدان نفسها على مشارف أزمة إنسانية أخرى، ومضطرة إلى توفير الملاذ لسكان أوكرانيا المجاورة. وفي لفتة دعم للاجئين، كتب ماتيوز موراوسكي، رئيس وزراء بولندا، على تويتر: "إذا كانت روسيا تفتح النار على أوكرانيا، فإن البولنديين يفتحون حدودهم وقلوبهم للأوكرانيين".
تُشير الصحيفة الأمريكية إلى أن مُشغلي السكك الحديدية الأوروبيين يسمحون بالسفر مجاناً لأي شخص يحمل وثائق هوية أوكرانية، وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق الخميس 3 مارس/آذار 2022، على منح اللاجئين الأوكرانيين تصاريح إقامة مؤقتة، ما يلغي الحاجة إلى طلب اللجوء.
في ألمانيا أعادت السلطات فتح مراكز استقبال اللاجئين التي كانت تُستخدم في عامي 2015 و2016، في ذروة الحرب السورية؛ لاستيعاب الوافدين من أوكرانيا.
الحكومة الألمانية قالت إنها سجَّلت استقبال نحو 20 ألف لاجئ منذ بداية الحرب، وهو رقم يتزايد باستمرار مع وصول آلاف الوافدين كل يوم إلى محطة القطار المركزية في برلين.
بدورها، قالت شركة السكك الحديدية الألمانية "دويتشه بان"، إن أكثر من 13 ألف شخص من اللاجئين الفارين من الحرب الأوكرانية وصلوا بالقطار إلى برلين مساء الجمعة 4 مارس/آذار 2022.
بالموازاة مع ذلك، يعمل مئات من المتطوعين على الحدود البولندية مع أوكرانيا ويساعدون اللاجئين في توفير المأوى والملبس وترتيب السفر بعد ذلك.
يُشار إلى أن العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا ضد أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.