نشرت وسائل إعلام أجنبية، الجمعة 4 مارس/آذار 2022، مقطع فيديو وثق لحظات مروعة عاشها فريق صحفي في أوكرانيا، بعد تعرّضهم لهجوم بوابل من الرصاص أثناء قيامهم بمهمتهم في بلدة قريبة من العاصمة كييف.
صحف أمريكية قالت إن 5 صحفيين يعملون مع قناة "سكاي نيوز" البريطانية وقعوا في كمين نصبته "فرقة استطلاع"، قيل إنها روسية، أثناء قيادتهم باتجاه بلدة "بوشا" الأوكرانية، على بعد 28 كلم من العاصمة كييف، وأمطرتهم بوابل من الرصاص، وفق ما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية، فيما لم يتمكن "عربي بوست" من التأكد من صحة ما إن كان المهاجمون من القوات الروسية.
وعند اقتراب الصحفيين فيما بدا أنها نقطة تفتيش، سمع الصحفيون أصوات رصاص، لكن اعتقد كبير مراسلي القناة ستيورات رامزي وفريقه أن إطار السيارة انفجر، قبل أن يُرموا بوابل من الرصاص، فبدأو بالصراخ، لإعلامهم أنهم صحفيون، لكن دون جدوى، إذ قال رامزي: "في هذه المرحلة اعتقدنا أنها نقطة تفتيش تابعة للجيش الأوكراني تُطلق النار علينا، وأنه كان خطأً، لذلك بدأنا نصرخ بأننا صحفيون، لكن الطلقات استمرت".
رامزي، الذي أصيب خلال الهجوم، قال وفقاً لما أفادت به الصحيفة البريطانية: "أتذكر أنني كنت أتساءل عما إذا كان موتي سيكون مؤلماً، وفي النهاية تمكنت المجموعة من الهرب من السيارة والقفز على جسر على جانب الطريق.
ووجدوا في النهاية ملجأً في مرأب قريب من مكان وجودهم، وتم إنقاذهم بعد ساعات من قِبل الشرطة الأوكرانية، كما قال الصحفيون في وقت لاحق إن المسلحين كانوا من فرقة استطلاع روسية.
الأسبوع الثاني من الهجوم الروسي
ودخلت الحرب الروسية- الأوكرانية أسبوعها الثاني؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسك طرفَي النزاع بموقفيهما، وسط تزايد أعداد القتلى من الجانبين.
حيث قالت السلطات المحلية في أوكرانيا، الجمعة، إن القوات الروسية سيطرت على محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب شرق أوكرانيا.
يأتي هذا بعدما عاشت أوكرانيا والغرب ليلة عصيبة بسبب مواجهات انفجارات وقعت بالقرب من المفاعل النووي؛ إذ قالت أوكرانيا إن القوات الروسية هاجمت المحطة في الساعات الأولى من صباح الجمعة، ما أدى إلى اشتعال النيران في منشأة تدريب مجاورة مكونة من خمسة طوابق.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم زيلينسكي موسكو، في تصريحات سابقة، بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمَّتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم مَن وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".