كشفت مصادر مطلعة في واشنطن أن إدارة البيت الأبيض قد عمدت إلى تأخير تقديم دعم استخباراتي لأوكرانيا في مواجهتها مع روسيا، بسبب خشيتها من أن استخدام هذه المعلومات قد يقودها لمواجهة مباشرة مع موسكو، بحسب ما قالت صحيفة The Independent البريطانية السبت 5 مارس/آذار 2022.
نقلاً عن بعض المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين فإنَّ الولايات المتحدة تؤخر تقديم بعض الدعم الاستخباراتي لأوكرانيا، على الرغم من إصرار البيت الأبيض على الإعلان مراراً أنه يتبادل المعلومات مع أوكرانيا بسرعة.
المصادر كشفت عن توجه سري صدر مع بدء العملية العسكرية الأسبوع الماضي وضع قيوداً فعالة على مدى سرعة مشاركة بعض المعلومات الاستخبارية التكتيكية، وتحديداً النوع الذي يُشكِّل قرارات المعركة لحظة بلحظة.
إضافة إلى ذلك، فرض التوجيه الصادر من مكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية حداً على مشاركة التفاصيل حول المواقع المحددة للأهداف المحتملة، وفقاً للمصدرين المطلعيّن، اللذين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين لمناقشة الأمور الاستخباراتية علناً.
حيث قال مسؤول استخباراتي: "نسعى للتكيف بحسب ما تقتضيه الظروف وسنواصل ضمان تمتُّع مشغلي العمليات بالمرونة لمشاركة المعلومات الاستخباراتية مع تطور الصراع".
فيما قال ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر إنَّ هناك حالات تأخر فيها الدعم الاستخباراتي التكتيكي لمدة 12 ساعة أو أكثر، على الرغم من أنَّ معظم التأخيرات بدت أقصر.
يأتي ذلك على الرغم من أن السكرتيرة الإعلامية للبيت الأبيض، جين بساكي، قالت للصحفيين الخميس، عن المعلومات الاستخباراتية: "إننا نشاركها لحظة بلحظة".
وأضافت بساكي: "لقد دأبنا على تبادل المعلومات الاستخباراتية. يتضمن ذلك معلومات يمكن للأوكرانيين استخدامها لإبلاغ وتطوير ردهم العسكري على الهجوم الروسي. والتقارير التي تشير إلى خلاف ذلك غير دقيقة".
محاولة توازن صعبة
يعكس إصدار هذا التوجيه التوازن الحساس الذي تسعى الولايات المتحدة للحفاظ عليه في مساعدتها لأوكرانيا مع تجنب الصراع المباشر مع روسيا المسلحة نووياً.
وفيما أرسلت واشنطن أسلحة مضادة للطائرات وأسلحة أخرى إلى أوكرانيا وقادت جهداً عالمياً لفرض عقوبات صارمة تهدف إلى شل الاقتصاد الروسي، فإنها استبعدت إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا أو إعلان منطقة حظر طيران قد تؤدي إلى اشتباك القوات الأمريكية مع الطائرات الحربية الروسية.
بحسب المصادر، فإن تبادل المعلومات الاستخباراتية أمر حساس جداً بسبب خطر الكشف عن المصادر والأساليب الأمريكية وعدم اليقين بشأن ما إذا كانت روسيا ربما تكون قد اخترقت الحكومة الأوكرانية.
من جانبه، قال النائب الأمريكي آدم سميث، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، لقناة MSNBC، يوم الخميس 4 مارس/آذار، إنَّ الولايات المتحدة لم تقدم "نوع الاستهداف اللحظي الذي ترى أنَّ جيشنا قد حصل عليه في صراعات مثل العراق، لأن ذلك سيعد تجاوزاً ويُشرِكنا في الحرب".
كانت شبكة NBC الأمريكية قد أفادت في وقت سابق، بتأخيرات في تبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا.