أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، الجمعة 4 مارس/آذار 2022، أن التحالف العسكري الغربي لن يفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، ولن يرسل قواته إلى هناك، وذلك بعد يوم من رفض مماثل من قِبل الولايات المتحدة للطلب الذي أطلقه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يرى أن حظر الطيران وحده يمنع موسكو من تدمير البنية التحتية النووية.
حيث قال الأمين العام للحلف في مؤتمر صحفي: "لسنا جزءاً من هذا الصراع، ومسؤوليتنا تقتضي ضمان ألا يتصاعد ويمتد خارج أوكرانيا".
لكن ستولتنبرغ وعد بتقديم المساعدة لكييف بصورة أخرى، وحث الرئيسَ الروسي فلاديمير بوتين على إنهاء الغزو على الفور.
واستطرد قائلاً: "هذه حرب الرئيس بوتين التي اختارها وخطط لها ويشنها ضد دولة مسالمة. نطالب الرئيس بوتين بوقف هذه الحرب على الفور، وسحب جميع قواته دون شروط، والمشاركة في جهود دبلوماسية حقيقيةٍ الآن".
كما قال ستولتنبرغ بعد اجتماع لوزراء خارجية الحلف: "الحلفاء متفقون على وجوب ألا تكون هناك طائرات للحلف في المجال الجوي الأوكراني أو قوات له على الأراضي الأوكرانية".
استخدام قنابل عنقودية
في حين أشار إلى أن حرب روسيا في أوكرانيا "مروعة"، مضيفاً: "رصدنا استخدام قنابل عنقودية، ونرى تقارير عن استخدام أنواع أخرى من الأسلحة، وهو ما يمثل انتهاكاً للقانون الدولي".
بينما استطرد قائلاً: "في الوقت نفسه، نتحمل مسؤولية كحلفاء في حلف شمال الأطلسي، بأن نمنع امتداد هذه الحرب لخارج أوكرانيا؛ لأن ذلك سيكون أكثر خطورة وأكثر تدميراً وسيتسبب في مزيد من المعاناة الإنسانية".
أمريكا لا تخطط لفرض حظر طيران
كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي قد قالت، الخميس، إن الولايات المتحدة لا تخطط لفرض حظر طيران في الأجواء الأوكرانية؛ لأن هذا الأمر قد يتسبب في اندلاع حرب مع روسيا.
ساكي أضافت، في مؤتمر صحفي، أن إعلان منطقة حظر طيران في الأجواء الأوكرانية، نزولاً عند طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يفرض على واشنطن تطبيق الحظر، مؤكدةً أن "هذا الأمر معناه إسقاط الجنود الأمريكان للطائرات الروسية؛ ما قد يكون سبباً مباشراً للحرب بين واشنطن وموسكو"، مشيرة إلى أن بلادها لا ترغب في ذلك.
كما استبعدت احتمال إخراج روسيا من مجلس الأمن الدولي عقب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، لافتة إلى أن روسيا عضو دائم بمجلس الأمن، إلا أنها لا تؤدي التزاماتها المذكورة في اتفاقية المجلس، وتسيء استخدام مكانتها فيه.
في حين نوهت المتحدثة باسم البيت الأبيض بأنَّ حظر استيراد النفط الروسي، في إطار العقوبات الاقتصادية الأمريكية، سيؤدي إلى زيادة أسعار الغاز بالولايات المتحدة، وهو ما لا تريده واشنطن.
يُشار إلى أن الجيش الأمريكي أعلن، مساء الأربعاء 2 مارس/آذار، أنه سيؤجل تجربة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من الطراز "مينيتمان 3″؛ وذلك في محاولة على ما يبدو، لتهدئة التوتر المتصاعد بعدما أعلنت روسيا أنها ستضع قواتها النووية في حالة تأهب قصوى.
الأسبوع الثاني للحرب
في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية- الأوكرانية أسبوعها الثاني؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسك طرفي النزاع بموقفهما وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".