أصبح مئات الطلاب الصينيين الذين علقوا في العاصمة الأوكرانية كييف، هدفاً لغضب الأوكرانيين المنزعجين من موقف بكين من الهجوم الذي تشنه روسيا على الأراضي الأوكرانية، وباتوا يتعرضون للمضايقات، والشتائم في بعض الأحيان.
صحيفة Financial Times البريطانية قالت الأربعاء 2 مارس/آذار 2022، إنه بالنسبة للطلاب الصينيين في كييف، فإن صوت المدفعية الروسية ليس الشيءَ الوحيد الذي يثير الخوف لديهم.
وانغ، وهي طالبة صينية في جامعة كييف، قالت: "أخشى في كل مرة أضطر فيها إلى الذهاب إلى الملجأ، لأن السكان المحليين يُعادوننا الآن"، وأضافت: "يهتز زجاج النوافذ في كل مرة يصطدم فيها شيء قريب. كان من الأفضل البحث عن الأمان مع الأوكرانيين المحليين، لكن هذا أصبح الآن غير مريح بالمرة".
اكتسبت الصين سمعة سيئة في أوكرانيا، بسبب رفض بكين انتقاد الهجوم الذي تشنه روسيا، إضافة إلى موجة من السخرية من كييف انتشرت بين صينيين على شبكات التواصل الاجتماعي، الذين مجدّوا أيضاً القوة العسكرية الروسية.
جاء في أحد المنشورات: "إذا فقدت بعض النساء الأوكرانيات الجميلات منازلهن ويحتجن إلى منزلٍ، فربما يمكنني المساعدة"، وقال صينيون آخرون، إن أوكرانيا "تستحق" أن تُهاجَم لأنها انحازت إلى الغرب، بينما احتفل آخرون بهجوم روسيا على البلاد كمثال على عمل بطولي قامت به قوة عظمى، والذي يأملون أن يكرِّروه قريباً في هجوم صيني على تايوان.
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه منذ يوم الجمعة 25 فبراير/شباط 2022، أي بعد يوم على بدء العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا، أبلغ عدد متزايد من الصينيين الذين يعيشون في أوكرانيا، عن حوادث عداء من قِبل الأوكرانيين، ويقول البعض إنهم تعرضوا لهجمات.
في مقطع فيديو نشرته محطة CGTN الحكومية، قالت طالبة صينية بأوكرانيا إنها لوحِقَت في الشارع وتعرَّضَت للتهديد في متجرٍ محلي، وقالت وانغ إن أحد معارفها الذين عملوا بمطعم صيني كانت تُوجَّه له شتائم عند شرائه السجائر في عطلة نهاية الأسبوع.
علّق حساب باسم تيانيا على الفيديو: "هذه نتيجة عدم معارضة الهجوم". وكتب معلِّقٌ آخر: "توقَّفوا عن إهانة الأوكرانيين، نحن هنا في أوكرانيا ندفع الثمن".
كانت بكين قد أجلَت عدداً من مواطنيها على عجل من أوكرانيا، وذكرت وسائل الإعلام الحكومية أن أول 600 شخص يجري إجلاؤهم نُقِلوا إلى مولدوفا يوم الإثنين 28 فبراير/شباط 2022، وكانت وانغ من بين ألف آخرين ينتظرون المغادرة إلى سلوفاكيا وبولندا يوم الثلاثاء 1 مارس/آذار 2022.
السفارة الصينية في كييف كانت قد أوصت الأسبوع الماضي، في البداية، المواطنين الصينيين في أوكرانيا بالحفاظ على سلامتهم، من خلال عرض العلم الصيني بشكل بارز، لكنها عدلت توجيهاتها في عطلة نهاية الأسبوع وطلبت من مواطنيها عدم لفت الأنظار.
صحيفة Financial Times نقلت عن مراقبين، قولهم إنه "حتى لو تمكَّنَت الصين من إعادة مواطنيها بأمان إلى الوطن، فمن المرجَّح أن تتكبَّد البلاد أضراراً طويلة الأمد في وضعها بأوكرانيا والمنطقة، بسبب دعمها الضمني للهجوم الروسي".