أين ذهب رفاق بوتين الأثرياء خلال حرب أوكرانيا؟ طالب أمريكي تعقَّب وجهاتهم، بينها دولة عربية

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/02 الساعة 13:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/02 الساعة 13:50 بتوقيت غرينتش
بوتين إلى جانب الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش/ getty images

كشف حساب على موقع تويتر أن طائرات خاصة عادية وطائرات هليكوبتر تابعة لمالك فريق تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم والملياردير الروسي، رومان أبراموفيتش، اتجهت الإثنين 28 فبراير/شباط إلى وجهات نائية في روسيا وبلدة كودرينغتون الواقعة في أنتيغوا وباربودا.

في الوقت ذاته تقريباً، حطَّت طائرة نفاثة يملكها رمز صناعة الصلب الروسي ألكسندر أبراموف في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وفق ما ذكره تقرير لموقع شبكة NBC News الأمريكية الثلاثاء 1 مارس/آذار 2022.

يأتي الكشف عن ذلك في ظل التدقيق الشديد الذي تخضع له رحلات الأثرياء الروس والنخب المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ أن غزت قواتُه أوكرانيا الأسبوع الماضي.

طالب يتتبَّع وجهات أثرياء روسيا

بدأ جاك سويني، وهو طالب في التاسعة عشرة من عمره يدرس في جامعة سنترال فلوريدا الأمريكية، في تعقُّب رحلات أفراد النخبة الروسية ونشر بياناتها على حساب إلكتروني أنشأه في عطلة نهاية الأسبوع على موقع تويتر تحت اسم Russian Oligarch Jets، وقد حظي الحساب بمتابعة واسعة النطاق، حتى بلغ عدد متابعيه أكثر من 239 ألفاً بحلول يوم الأربعاء 2 مارس/آذار.

قال سويني، المتخصص في تكنولوجيا المعلومات: "منذ مدة يسألني الناس عن رحلات بوتين، وقد أرادوا معرفة ما إذا كان بالإمكان تعقبه".

في حين أن الرئيس الروسي معزول عادةً ولا يعرف عنه كثرة رحلاته بالطائرات الخاصة،  أدرك سويني أن رفاق بوتين الأثرياء، على خلافه، مولعون بتلك الرحلات، وأن تحركاتهم في الجو يمكن رصدها بسهولة بوسائل متاحة لعموم الناس، لذلك قرر أن يتتبع شخصيات النخبة الروسية المقربة من بوتين.

يقول سويني إنه فوجئ بقدر الانتشار الواسع والشعبية التي حصدها على الفور "بوت الإنترنت" الذي برمجه واستخدمه لنشر بيانات عامة عن رحلات أثرياء روسيا.

أضاف الطالب الأمريكي: "لقد كان الأمر مذهلاً. ظننت أن بعض الناس قد يكونون مهتمين بالأمر، لكن لم يخطر لي أن كل هذه الطوائف المختلفة من الناس ستهتم بأمر كهذا".

مراقبة تحركات 19 شخصية روسية

بحلول عصر يوم الإثنين 28 فبراير/شباط، كان سويني يتعقب 39 طائرة تشمل طائرات رحلات وطائرات هليكوبتر، ويتتبَّع تسعة عشر شخصاً من أثرياء روسيا.

أفصح سويني بأنه لم يكن حتى عطلة نهاية الأسبوع الماضي يعرف سوى القليل عن بنية نظام الحكم السلطوي في روسيا، أو حتى ما يعنيه حكم الأقلية (الأوليغاركية). وقال: "قبل ذلك، لم أكن أعرف أن هناك نخبة [نفوذ] حاكمة من هذا القبيل".

منذ بدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا، تسلطت أعين الرقابة المكثفة على نظام بوتين والأشخاص الذين تتألف منهم الطبقة المالية الجديدة في روسيا.

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، استخدمت نخبة الأثرياء الروسية شبكات العلاقات الشخصية للاستيلاء على القطاعات الصناعية التي كانت مملوكة للدولة، وانتفعت من النظام الرأسمالي الذي اتجهت إليه روسيا.

ضغط أمريكي على روسيا

في سياق الضغط على بوتين لسحب قواته من أوكرانيا، بدأت الولايات المتحدة والدول الغربية في شنِّ معركة اقتصادية على رجال الأعمال الروس الأثرياء، لا سيما المقربين من بوتين.

من جهة أخرى، استحسن هوارد ستوفر، خبير الشؤون الروسية في جامعة نيو هافن الأمريكية، هذه الضغوط من الولايات المتحدة، وقال إنه يرحب بأي خطوة تفضح نخبة الحكم الروسية، حتى لو كان الأمر يتعلق بالكشف عن عاداتهم في السفر ورحلاتهم الجوية.

كما قال ستوفر: "يجب أن نفضحهم، وأن يدفعوا أي ثمن يمكن أن نُوقعه بهم. علينا أن نكشف عن أرقام [الطائرات] الخاصة بهم. ونخبر الحكومات عنهم، وعن الأماكن التي يذهبون إليها، ونترك لها حرية التصرف بشأنهم".

تحميل المزيد