مع استمرار تفاقم الأوضاع في أوكرانيا في اليوم الرابع للحرب الروسية عليها، تزداد أوضاع الجاليات العربية الموجودة هناك صعوبة، وخاصة الطلاب منهم، في ظل عدم قدرتهم على تسلّم أي تحويلات مالية من أسرهم لمساعدتهم، بسبب حظر التجول وتوقف البنوك عن العمل.
ويجاهد المصريون للوصول إلى أقرب نقطة حدودية من المناطق التي يعيشون فيها، في غياب المساعدة من السفارة المصرية في كييف على تأمين سيارات لنقلهم إلى المعابر الحدودية، مثلما فعلت دول أخرى مع مواطنيها، وذلك حسب مصريين عالقين هناك.
المصريون -سواء العالقون في المدن الأوكرانية، أو على المعابر الحدودية المختلفة، أو الذين وصلوا بالفعل إلى دول مجاورة- عبّروا عن غضبهم من ضعف تفاعل السفارات المصرية معهم، وتركهم في هذا الموقف الصعب من دون مساعدة.
اكتفت السفارة المصرية في أوكرانيا والدول المجاورة بمجموعة من النصائح على صفحات الفيسبوك الخاصة بها من دون تحرك على الأرض، مثل إرسال مندوبين عنها إلى المعابر الحدودية لتسهيل دخول المصريين العالقين.
ونشرت السفارة المصرية في العاصمة الرومانية (بوخارست)، عبر فيسبوك، بياناً قالت فيه إنها ستقوم بتقديم خدماتها للمصريين القادمين من أوكرانيا لتسهيل حجز الفنادق وتذاكر العودة إلى أرض الوطن ولكن على نفقتهم الخاصة، الأمر الذي أثار غضباً واسعاً قبل أن تتراجع السفارة وتقوم بحذف جملة "على نفقتهم الخاصة" من المنشور.
الجزائر
وفي الوقت الذي لم تبدِ فيه الجزائر أي موقف إزاء تطورات الأوضاع وتسارعها بين روسيا وأوكرانيا، أصدرت وزارة الخارجية، منذ بدء الهجوم على أوكرانيا، 4 بيانات موجهة لجاليتها في أوكرانيا.
وأكد الإعلام المحلي الجزائري أن "خلية أزمة" داخل وزارة الخارجية الجزائرية مهمتها متابعة أوضاع الجالية في أوكرانيا ومعظمها من الطلبة الذين يدرسون في مختلف جامعاتها، خصوصاً في كييف وأوديسا، والذين يفوق عددهم 700 طالب.
ودعت وزارة الخارجية الجزائرية مواطنيها في أوكرانيا إلى التواصل المستمر مع سفارة الجزائر بكييف "قصد التنسيق الضروري للتعامل مع تطورات الأوضاع التي تستدعي أقصى درجات الحيطة والحذر".
وبالنسبة للجزائريين الذين عبروا الحدود الأوكرانية باتجاه كل من بولندا ورومانيا، نوهت "الخارجية الجزائرية" بضرورة التواصل مع سفارتي الجزائر بالبلدين عبر أرقام أعادت التذكير بها في كل بياناتها.
في السياق ذاته، كشفت وسائل إعلام محلية جزائرية عن تمكن نحو 700 طالب جزائري من الفرار من أوكرانيا وعبور الحدود إلى بولندا، وسط تسهيلات من سلطات البلدين، ويقيم معظمهم بشكل مؤقت في العاصمة وارسو، في انتظار عملية إجلائهم من قِبَل السلطات الجزائرية.
المغرب
في غضون ذلك، خاضت عائلات الطلبة المغاربة في أوكرانيا أول احتجاج لها، أمام مقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في العاصمة الرباط، لحث الحكومة على التدخل بشكل عاجل لإيجاد حل لأبنائهم في أوكرانيا.
وطالبت العائلات بتحرك دبلوماسي مغربي عاجل، على غرار ما تحاول دول أخرى القيام به لحماية أرواح مواطنيها في أوكرانيا، وبحث طرق إجلائهم في أقرب وقت عبر منافذ دول الجوار الأوكراني، بعد توقف الملاحة الجوية فوق أوكرانيا منذ يومين.
من جهتها، دعت السفارة المغربية بالعاصمة الأوكرانية كييف، الجمعة، المواطنين المغاربة الراغبين في مغادرة التراب الأوكراني إلى التوجه إلى المنافذ الحدودية للولوج إلى الدول التالية: رومانيا وهنغاريا وسلوفاكيا، حيث سيتم إنشاء خلايا للاستقبال والمرافقة.
كما دعت سفارة المغرب في كييف، في بيان لها، كافة المواطنين المغاربة المقيمين الذين اختاروا المكوث فوق التراب الأوكراني إلى ضرورة التقيد بالتوجيهات وتدابير السلامة التي أقرتها السلطات الأوكرانية المختصة، حيث تشدد السفارة على عدم مغادرة أماكن الإقامة إلا في حالات الضرورة القصوى، والاحتفاظ الدائم بأوراق إثبات الهوية، والتواصل المستمر مع السفارة وخلية الأزمة المُخصصة لهذا الغرض.
ويقيم المئات من المواطنين المغاربة في المدن الأوكرانية، في حين يقدر عدد الطلبة الذين يتابعون دراستهم في الجامعات بـ12 ألف طالب، عاد منهم ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف طالب عقب طلب السفارة المغربية بالعودة قبل بداية القصف، فيما يوجد حالياً ما بين 8 آلاف و9 آلاف طالب ما زالوا عالقين تحت القصف.