اعتبر المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي، الثلاثاء 1 مارس/ آذار 2022، أن أوكرانيا -التي تواجه هجوماً من قبل روسيا- "ضحية" سياسات الولايات المتحدة، داعياً إلى "وقف الحرب" التي تتعرض لها كييف منذ قرابة أسبوع.
خامنئي قال إن "جذور الأزمة الأوكرانية هي سياسات الولايات المتحدة والغرب"، معتبراً أن النظام السياسي الأمريكي "يتغذى على أزمات مختلفة في أنحاء العالم"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
خامنئي اعتبر أيضاً أن أمريكا "هي مَن جرّت أوكرانيا إلى هذه النقطة"، من خلال "التدخل في شؤون ذلك البلد، وتحريك التجمعات ضد الحكومة، صنع ثورات مخملية وانقلابات ملوّنة، وإزاحة هذه الحكومة ووضع تلك"، وفق تعبيره.
في السياق نفسه، قال خامنئي إنه يؤيد وقف الحرب في أوكرانيا، وأضاف: "نريد أن تنتهي الحرب هناك، نحن نعارض الحرب والدمار في كل مكان في العالم. هذا موقفنا الثابت".
المرشد الإيراني دعا إلى استخلاص ما سمّاها "العِبر من الأزمة الراهنة"، وركز في حديثه على نقطتين هما أن "مساندة أمريكا والقوى الغربية للحكومات التي من صنعها أمرٌ غير حقيقي"، و"الناس أهم سند للحكومات".
كذلك وصف خامنئي صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا للبلاد، الولايات المتحدة بأنها "نظام مافيوي"، متحدثاً عن "مافيا سياسية، مافيا اقتصادية، مافيات مختلفة تسيطر وتقود سياسات البلاد، وفعلياً تسيطر على البلاد".
تأتي تصريحات خامنئي بعد 6 أيام على بدء الهجوم الذي تشنه روسيا على أوكرانيا منذ 24 فبراير 2022، بناءً على أوامر من الرئيس فلاديمير بوتين، في خطوة رفعت بشكل حاد من منسوب التوتر بين موسكو وأطراف غربية تتقدمها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
اتخذت هذه الأطراف عقوبات اقتصادية قاسية بحق روسيا، وأعلنت إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، التي حذرت من أن موسكو تجمع قواتها استعداداً للهجوم على العاصمة كييف ومدن أخرى في أنحاء مختلفة من البلاد.
بحسب السلطات الأوكرانية، فإن الهجوم الروسي تسبب في مقتل أكثر من 350 مدنياً وإصابة 2040 شخصاً منذ بدء الهجوم، مؤكدةً أن قواتها قتلت "آلاف" الجنود الروس، علماً بأن موسكو لم تعلن أي حصيلة رسمية عن خسائرها.
كذلك تقول موسكو إنها تستهدف البنى التحتية العسكرية في أوكرانيا، وإنها لا تضرب المناطق المدنية، وإن كان عدد من مقاطع الفيديو أظهرت سقوط صواريخ في أماكن سكنية لأوكرانيين.
في أحدث إحصائية من الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء الأول من مارس 2022، فإن أكثر من 660 ألف شخص، أغلبهم نساء وأطفال، فرّوا من أوكرانيا إلى الدول المجاورة منذ بدء الهجوم.
شابيا مانتو، المتحدثة باسم المفوضية، ذكرت في إفادة صحفية بجنيف أن هناك تقارير تفيد بانتظار الناس ما يصل إلى 60 ساعة من أجل دخول بولندا، بينما تصل الطوابير على الحدود الرومانية لما يصل إلى 20 كيلومتراً.
يُشار إلى أن بولندا تتوقع أن يصل عدد اللاجئين من أوكرانيا إلى مليون شخص.