استجاب الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مؤسس شركة "سبيس إكس" الفضائية، لمناشدة وزير في أوكرانيا، وأعلن الأحد 27 فبراير/شباط 2022، إطلاق خدمة ستارلينك للاتصالات عبر الأقمار الصناعية في أوكرانيا.
إذ قال الأمريكي إيلون ماسك في تغريدة على تويتر: "الآن قمنا بتفعيل خدمة ستارلينك في أوكرانيا، والمزيد من المحطات في الطريق"، دون أن يعلن عن أية تفاصيل أخرى.
استجابة إيلون ماسك لأوكرانيا
جاء ذلك استجابة لمناشدة وزير المعلوماتية في أوكرانيا ميخائيل فيودوروف، في وقت سابق، للملياردير الأمريكي تزويد أوكرانيا بمحطات "ستارلينك"، وتوفير خدمة الاتصال القمري للإنترنت، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
كان الوزير الأوكراني خاطب "ماسك" عبر "تويتر" بطريقة مباشرة قائلاً: "بينما تحاول شركتك احتلال المريخ، تحاول روسيا احتلال أوكرانيا، وفيما عادت صواريخك آمنة من الفضاء، عمدت الصواريخ الروسية إلى قصف شعبي!". كما أضاف الوزير الأوكراني: "نطلب منك تزويدنا بمحطات ستارلينك".
يشار إلى أن نظام ستارلينك يقوم على الاتصال الفضائي، حيث بنته شركة SpaceX لسنوات؛ لتوفير الوصول إلى الإنترنت للمناطق المحرومة من العالم.
فقد كان الملياردير الأمريكي إيلون ماسك أطلق المشروع الأسبوع الماضي، حيث يقدم خدمة إنترنت عالية السرعة مجانية لربط القرى النائية في تونغا والتي انقطعت فيها منذ انفجار بركاني مدمر وتسونامي في يناير/كانون الثاني الماضي.
فيما تسمح الأقمار الصناعية بنقل كميات كبيرة من المعلومات بسرعة إلى أي نقطة على الأرض دون الحاجة إلى كابلات الألياف الضوئية.
ما هي خدمة ستارلينك للاتصالات؟
خلال شهر مايو/أيار 2019، أطلقت شركة SpaceX صاروخاً من طراز Falcon بحمولة غير اعتيادية، هي عبارة عن 60 قمراً صناعياً، وفق ما ذكره موقع "Aitnews" المتخصص في الأخبار التقنية.
هذه الخطوة كانت الأولى نحو إطلاق نحو 12 ألف قمر صناعي خلال الأعوام التي بعدها بمدارات قريبة من الأرض، تهدف إلى تقديم خدمة إنترنت جديدة من نوعها.
إذ تتيح خدمة ستارلينك الاتصال الفضائي بالإنترنت لكل بقعة من بقاع الأرض، خاصةً الأماكن التي لا تصل إليها خدمة الإنترنت عادةً، أو تتمتع بخدمة سيئة عبر الوسائل التقليدية، ناهيك بتخديم قرابة 3.5 مليار شخص على الكوكب، لا يمتلكون وصولاً إلى خدمة إنترنت مُستقرة وسريعة.
الجديد هو أن مشروع خدمة ستارلينك سيُغطي الكرة الأرضية باتصال ذي جودة أعلى من الاتصال الفضائي التقليدي، وبالاعتماد على أجهزة استقبال أصغر حجماً، وأقل تكلفة.
السبب هو أن أقمار Starlink الصناعية ستُحلّق في مدارات مُنخفضة فوق الأرض، هذا يعني أن الإشارات ستصل بقوة أعلى إلى مساحات أكثر تحديداً، مُقارنةً بتلك التي يُغطيها قمر الاتصالات التقليدية، وهو يعني، إضافةً إلى الإشارة الأقوى: تقليص زمن الاستجابة بشكل كبير، وتقليص استهلاك الطاقة في أجهزة الاستقبال، وتقليل حجمها، وتكلفتها.
يُمكن فعلياً تغطية الكرة الأرضية بعدد محدود من الأقمار الصناعية، الموجودة على مدارات عالية جداً (قرابة 36000 كيلومتر، كما تعمل التقنية التقليدية)، وهو ما يُسمى بالمحطات الثابتة؛ لكون القمر الصناعي موجوداً على ارتفاع مُعين يتيح له الدوران بسرعة دوران الأرض نفسها، (فيبدو لنا من الأرض ثابتاً).
لكن هذا يعني إشارة أقل جودة، وتأخيراً عالياً، مع الحاجة إلى تجهيزات كبيرة الحجم، وعالية في استهلاك الطاقة؛ لاستقبال هذه الإشارة، وهذا يؤدي إلى التكلفة العالية، وصعوبة الاستخدام.
أما أقمار Starlink الصناعية فستحلّق وفق مجموعتين على مدارات مُنخفضة، بدءاً من نحو 4400 قمر صناعي، على ارتفاع يتراوح بين 550 و1300 كيلومتر، والمجموعة الثانية تتألف من نحو 7500 قمر صناعي، تُحلّق على ارتفاع يتراوح بين 335 و346 كيلومتراً.