أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن القوات الروسية سيطرت الخميس 24 فبراير/شباط 2022، على محطة تشيرنوبيل التي شهدت عام 1986 أسوأ حادث نووي في التاريخ، وفيها نفايات نووية يمكن إعادة تدويرها لصناعة أسلحة نووية.
إذ قال ميخايلو بودولياك أحد مستشاري الرئاسة: "بعد معارك شرسة، خسرنا السيطرة على موقع تشيرنوبيل". وتحدثت كييف في وقت سابق، عن وقوع معارك قرب المنشأة النووية، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
بينما كان مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية، أنتون غيراشتشينكو، أعلن في وقت سابق، أن ثمة معارك دائرة قرب منشأة نووية في تشيرنوبيل، دخلت إليها القوات الروسية من أراضي بيلاروس.
كتب المستشار على حسابه في تطبيق تليغرام: "دخلت قوات المحتلين منطقة محطة توليد الكهرباء في تشيرنوبيل من بيلاروس. وأفراد الحرس الوطني الذين يحمون المستودع يبدون مقاومة شرسة".
أضاف غيراشتشينكو: "إذا دمر المستودع بقصف مدفعي من العدو، فإن الغبار المشع سيغطي أوكرانيا وبيلاروس ودول الاتحاد الأوروبي".
منطقة نووية شديدة الإشعاع
انفجر المفاعل الرابع في محطة تشيرنوبيل للطاقة في أبريل/نيسان 1986، ما أدى إلى تلويث معظم أنحاء أوروبا، في واحدة من أسوأ الكوارث النووية في تاريخ البشرية.
صحيفة New York Times الأمريكية قالت في تقرير سابق، إن الحقول والأحياء في منطقة تشيرنوبل شمال أوكرانيا بأكملها لا تزال مهجورة وشديدة الإشعاع، إذ إنها تبدو آخر مكان على وجه الأرض يرغب أيُّ طرفٍ في غزوه.
لكن في حين أن معظم الاهتمام كان حول غزوٍ من قِبَلِ روسيا ينصبُّ على زيادة تعبئة القوات والأعمال العدائية اليومية في الشرق، فإنها أقصر طريق للوصول إلى كييف وإسقاط النظام هناك.
تغطي منطقة تشيرنوبل نحو ألف ميل مربع على امتداد أقصر طريقٍ مباشرٍ من الحدود مع بيلاروسيا إلى كييف. وفي حين أنه ليس بالضرورة طريق الغزو الأكثر احتمالاً من الشمال، لأنه مليءٌ بالمستنقعات والغابات الكثيفة، لم تستبعد أوكرانيا اتِّباع هذا الطريق.
تشيرنوبيل منطقة محظورة
كان مفهوم المنطقة المحظورة تشيرنوبل عندما أقامتها السلطات السوفييتية قبل ثلاثة عقود، هو الحد من خطورة الحادث الذي وقع في المحطة النووية، من خلال عزل هذه المنطقة.
تقع الجسيمات المُشِعَّة المتروكة في التربة أو المُحاصَرة تحت هيكل المفاعل المُدمَّر، بينما تتحلَّل ببطءٍ ولن تشكِّل خطراً كبيراً على الجنود، طالما أنهم لم يبقوا في مناطق شديدة الإشعاع. لكن يجب التخلي عن بعض أماكن هذه الأرض لمئاتٍ من السنين.
قبل شهرين، نشرت الحكومة الأوكرانية قواتٍ إضافية في المنطقة، بسبب التوتُّرات المتزايدة مع روسيا وبيلاروسيا، حليفة الكرملين التي تقع على بُعد خمسة أميال من المفاعل المنكوب، وحيث نقلت روسيا قواتها مؤخَّراً.
يذكر أن كارثة تشيرنوبيل وقعت في 26 أبريل/نيسان 1986، عندما انفجر المفاعل رقم 4 في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية واحترق خلال تجربة، مِمَّا أدَّى إلى إطلاق إشعاع أكثر بنحو 400 مرة من قصف هيروشيما.