بدت أوكرانيا، البلد الأوروبي الشمالي، وحيدة في مواجهة أكبر هجوم تشنه دولة على أخرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك عندما أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صباح الخميس، 24 فبراير/شباط 2022، عمليته العسكرية على شرق البلاد.
فما إن بدأ القصف على العاصمة كييف ومدن أخرى، حتى خرج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مناشداً زعماء العالم فرض جميع العقوبات الممكنة على روسيا، بما يشمل بوتين.
بدأت الدعوات والصلوات والتهديدات الشفهية تصدر من الغرب وعلى رأسه أمريكا، تنديداً بالتحرك العسكري، فيما غابت عن المشهد القوات والأسلحة والذخائر الأوروبية والأمريكية.
لم يكترث بوتين أبداً بالتهديدات الغربية بفرض عقوبات مشددة على بلاده، وقام بإمطار المدن الأوكرانية بالصواريخ، وأخرج البنى التحتية العسكرية الأوكرانية من الخدمة، بحسب ما ذكرته وزارة الدفاع الروسية.
بايدن يصلي من أجل أوكرانيا
الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومن مقر إقامته بالبيت الأبيض الآمن في واشنطن، قال إنه يصلي من أجل شعب أوكرانيا، الذي يعاني مما وصفه بـ"هجوم لم يسبقه استفزاز، وغير مبرر"، مستبعداً إرسال أي قوات أمريكية إلى أرض أوكرانيا للدفاع عنها.
إلا أن الرئيس الأمريكي تعهد بفرض عقوبات صارمة على روسيا رداً على الهجوم العسكري، مؤكداً أن بوتين "اختار حرباً مع سبق الإصرار ستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح ومعاناة بشرية"، مشيراً في حديثه لنظيره الأوكراني، أن "روسيا وحدها المسؤولة عن الموت والدمار الذي سيحدثه هذا الهجوم، وسترد الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها بطريقة متحدة وحاسمة".
الأمم المتحدة تناشد بوتين
أما الأمم المتحدة، فقد بدت عاجزة أمام الهجوم الروسي على أوكرانيا، وهو ما انعكس بشكل واضح على تصريح أمينها العام أنطونيو غوتيريش بعد اجتماع مجلس الأمن.
حيث ناشد غوتيريش الرئيس بوتين شخصياً، وقال له: "الرئيس بوتين، باسم الإنسانية، أعِد قواتك إلى روسيا".
وأضاف أن عواقب الحرب ستكون مدمرة لأوكرانيا، وبعيدة المدى بالنسبة للاقتصاد العالمي.
"أوروبا تمر بأحلك الساعات"
أما الاتحاد الأوروبي فقد وصف الظروف الحالية بأنها "أحلك الساعات التي تمر بها القارة العجوز منذ الحرب العالمية الثانية".
وقال الاتحاد الأوروبي إن قادة الدول الأعضاء سيبحثون فرض عقوبات جديدة قاسية على روسيا، في اجتماع طارئ الخميس، رداً على ما وصفوه بـ "هجومها الوحشي" على أوكرانيا.
وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية "سنحاسب الرئيس (فلاديمير) بوتين على ذلك".
وفي ألمانيا ندد المستشار الألماني أولاف شولتز بالهجوم الروسي على أوكرانيا، ووصفه بأنه غير مبرر، وانتهاك صارخ للقانون الدولي، وقال إن برلين ستتشاور مع شركائها في مجموعة السبع وفي حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
شولتز قال في بيانه "هذا يوم مروع لأوكرانيا ويوم أسود لأوروبا".
أما في باريس، فقد أدان الرئيس إيمانويل ماكرون الهجوم الروسي على أوكرانيا، داعياً بوتين إلى وقفها فوراً.
من جهته، أصيب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بـ"الدهشة"، حسب وصفه، من الهجوم، وقال في تغريدة إن بوتين "اختار هدر الدماء والدمار" بتدخله غير المبرر في أوكرانيا.
هذه التصريحات والتنديدات لم تهدِّئ من روع السكان في أوكرانيا، فقد انتظر الناس في صفوف لسحب الأموال وشراء إمدادات الطعام والمياه في كييف.
كما انعكست حالة الرعب في مشهد حركة المرور الكثيفة غرب البلاد باتجاه الحدود البولندية، حيث تستعد الدول الغربية لاحتمال فرار مئات الآلاف من الأوكرانيين من الهجوم.