أظهر فيديو نشرته وسائل إعلام روسية مساء الأحد 20 فبراير/شباط 2022، وصول قطار على متنه 443 شخصاً قادماً من منطقة دونباس وهي إحدى مناطق الانفصاليين، إلى منطقة فولغوغراد، جنوب غربي روسيا.
وكالة "سبوتنك" الروسية نقلت عن إدارة الإقليم أن أول قطار للاجئين من دونباس وصل إلى مراكز إيواء مؤقتة، وتم تجهيز الأماكن لـ443 لاجئاً، بينهم 166 طفلاً دون سن 14 عاماً.
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية تجهيز 250 نقطة إقامة مؤقتة، بقدرة استيعابية تصل لأكثر من 28 ألف شخص، لاستقبال اللاجئين من دونباس شرقي أوكرانيا.
كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمر القائم بأعمال وزارة الطوارئ، ألكسندر تشيبريان، بالتوجه إلى منطقة روستوف في روسيا لتهيئة ظروف إيواء اللاجئين الذين تم إجلاؤهم من إقليم دونباس، بالإضافة لصرف مبلغ 10 آلاف روبل روسي (نحو 130 دولاراً) لكل لاجئ.
كان الانفصاليون المدعومون من روسيا في شرق أوكرانيا، قد أعلنوا بدء إجلاء سكان منطقتهم إلى جنوب شرقي روسيا، حيث قال دينيس بوشيلين، رئيس ما تسمى جمهورية دونيتسك الشعبية، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، إن موسكو وافقت على توفير الإقامة للسكان المغادرين، على أن يتم إجلاء النساء والأطفال وكبار السن أولاً.
أكبر تعبئة عسكرية
كانت الولايات المتحدة قد أشارت إلى أن روسيا، التي أعلنت بدء سحب قواتها من منطقة الحدود مع أوكرانيا قبل أيام، فعلت النقيض من ذلك تماماً، وأنها زادت القوات التي تهدد جارتها إلى ما بين 169 و190 ألف جندي، ارتفاعاً من 100 ألف في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.
تعقيباً على ذلك، قال السفير الأمريكي مايكل كاربنتر في اجتماع منظمة الأمن والتعاون بأوروبا ومقرها فيينا: "هذه أكبر تعبئة عسكرية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".
فيما وصف مصدر دبلوماسي، يملك سنوات من الخبرة المباشرة في هذا الصراع، القصف في شرق أوكرانيا بأنه الأعنف منذ انتهاء القتال هناك بوقف لإطلاق النار في 2015.
في المقابل، أعربت روسيا عن قلقها بشأن الزيادة الكبيرة في وتيرة القصف في المنطقة المعروفة باسم "دونباس".
فيما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر في برلمان الجمهورية المعلنة من جانب واحد، قوله إن مئات الآلاف يخطِّطون لمغادرة جمهورية دونيتسك الشعبية إلى منطقة روستوف الروسية.
كان بوشيلين قد قال قبل أيام، إن "معلوماتنا الاستخباراتية وجميع بياناتنا تشير إلى أن الجانب الأوكراني يحشد على نحو متزايد، الأفراد والمعدات. ومستمر في توريد الأسلحة من الدول الغربية. ولسوء الحظ، كل شيء ساخن، وبناء على ذلك، يجب أن نكون في حالة تأهب قصوى".
جدير بالذكر أن أوكرانيا والانفصاليين الموالين لروسيا تبادلوا الاتهامات بعمليات قصف جديدة في شرقي البلاد، الذي يشهد منذ الخميس، تصعيداً أمنياً على وقع مخاوف من هجوم روسي محتمل.
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
بينما وجهت الدول الغربية مؤخراً، اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هدَّدت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال "شنت هجوماً" على أوكرانيا.