كشف وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، الأربعاء 16 فبراير/شباط 2022، عن قرب التوصل إلى قرار بشأن إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، مؤكداً أن الأمر يمكن أن يتحقق "خلال أيام"، غير أنه شدد على أن الأمر "الآن بيد طهران لاتخاذ القرار السياسي".
فقد استؤنفت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن إحياء الاتفاق النووي الأسبوع الماضي، بعد توقفٍ دامَ عشرة أيام، وقام مسؤولون من الأطراف الأخرى في الاتفاق، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا، بتحركات مكوكية بين الجانبين؛ في مسعى لسد الفجوات.
أشار دبلوماسيون غربيون في السابق، إلى أنهم يأملون تحقيق انفراجة في الوقت الحالي، لكن القضايا الصعبة لا تزال عالقة، وترفض إيران تحديد أي مهلة تفرضها القوى الغربية.
نقطة حاسمة
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، صرح أمام البرلمان قائلاً: "وصلنا الآن إلى نقطة حاسمة، إنها ليست مسألة أسابيع، بل مسألة أيام"، مضيفاً أن "القوى الغربية وروسيا والصين متفقة على الخطوط العريضة للاتفاق".
كما أضاف: "مطلوب من الإيرانيين اتخاذ قرارات سياسية. إما أن يكونوا سبباً في اندلاع أزمة خطيرة في الأيام القادمة وإما أن يوافقوا على الاتفاق الذي يحترم مصالح جميع الأطراف".
يُذكر أن الاتفاق بدأ يتداعى عام 2018 عندما انسحب منه الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران، التي بدأت بعد ذلك في انتهاك القيود المفروضة على أنشطتها لتخصيب اليورانيوم.
تفاؤل إيراني
الإثنين 14 فبراير/شباط 2022، قال سعيد خطيب زادة، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن المحادثات النووية الجارية في فيينا لم تصل إلى طريق مسدود، مشيراً إلى أنه يمكن التوصل إلى اتفاق مع نهاية شهر فبراير/شباط، كما كشف عن محادثات موازية مع واشنطن بشأن تبادل السجناء، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الإيرانية "إيرنا".
المسؤول الإيراني أضاف في مؤتمر صحفي بطهران، أن القضايا الرئيسية تحتاج إلى قرارات سياسية من الغرب، وتابع قائلاً إن طهران اتخذت بالفعل قرارها السياسي بالبقاء في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بعدما انسحبت منه واشنطن في 2018، إلا أنها تسعى للحصول على ضمانات من الغرب.
خطيب زادة أكد أن المفاوضات لم تصل إلى طريق مسدود، ويجري تبادل الآراء بين المندوبين، وأضاف: "ما يحدث الآن في المحادثات هو استكمال النقاط المهمة والحرجة، بُعدنا عن التوصل إلى اتفاق يعتمد على إرادة الجانب الغربي".
قبل أن يتابع قائلاً إنه في حال استجابت الولايات المتحدة وأوروبا لإيران اليوم- في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)- "يمكننا غداً في فيينا إعلان أننا توصلنا لاتفاق"، على حد قوله.
محاولات إسرائيلية
في تقرير نشره الأربعاء 9 فبراير/شباط 2022، كشف موقع Axios الأمريكية، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت، حثَّ الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية أجراها الطرفان يوم الأحد 6 فبراير/شباط 2022، على عدم العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران.
إذ قال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون، إن بينيت أخبر بايدن خلال المكالمة، بأنه لا شيء يُلزم الولايات المتحدة بالعودة إلى الصفقة الإيرانية، مضيفاً له: "لن يحدث شيء إذا لم توقِّع على [عودة] هذا الاتفاق". وزعم بينيت أن عدم التوصل إلى اتفاق لن يتبعه بالضرورة تصعيد في برنامج إيران النووي.
كما جادل بينيت أيضاً بأن المكاسب المالية التي ستحصدها إيران من استئناف الصفقة، تفوق بكثيرٍ أي مزايا قد تجنيها الولايات المتحدة فيما يتعلق بالحدِّ من أسلحة إيران النووية. وأضاف أن الاتفاق يجعل إيران تحصل على مليارات الدولارات، التي تعتقد إسرائيل أن إيران ستستخدمها في تمويل أنشطة خبيثة في المنطقة، بحسب ما نقله مسؤولون إسرائيليون.
على الجانب الآخر، قال مسؤول أمريكي مطَّلع على المكالمة، إن بايدن أخبر بينيت بأن موضوع التوصل إلى صفقة لم يُحسم بعد، وأن الولايات المتحدة لن تتنازل عن مطالبها الأساسية فيما يتعلق بالقيود التي تريد فرضها على برنامج إيران النووي.