حذرت وثيقة أمنية إسرائيلية، الثلاثاء 15 فبراير/شباط 2022، أرسلها قائد بجيش الاحتلال الإسرائيلي، من تفجر الأوضاع بالأراضي الفلسطينية مطلع شهر رمضان المقبل، داعية جيش الاحتلال إلى الاستعداد لتصعيد "مختلف عن سابقيه"، كما وصفته.
الوثيقة عبارة عن رسالة بعث بها قائد فرقة "يهودا والسامرة" (الاسم التوراتي للضفة الغربية) بالجيش الإسرائيلي، العميد آفي بلوت، للقادة العسكريين، ونشرتها قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية؛ إذ قال بلوت: "مواد الاشتعال موجودة بالفعل، ينقصها فقط عقود ثقاب لإشعال المنطقة برمتها".
"تصعيد مختلف عن سابقيه"
كما أضاف في رسالته أن "الموعد النهائي هو بداية شهر رمضان، هذا هدف لقوات الجيش الإسرائيلي حيث من المفترض أن يكونوا جاهزين"، متوقعاً أن "يكون التصعيد القادم مختلفاً عن سابقيه".
وأشار إلى أن أيام رمضان مقترنة بالأعياد الإسرائيلية، مؤكداً ضرورة الاستعداد لها.
فيما ختم المسؤول الإسرائيلي "بلوت" رسالته بالقول: "يعتبر كل يوم مهماً وفرصة لتعزيز الجاهزية؛ لأن الحرب غداً"، وفق قوله.
من جانبها، قالت قناة "كان" إن عود الثقاب يمكن أن يكون "أعمال شغب في الشيخ جراح أو في الحرم القدسي أو سقوط قتلى فلسطينيين في مواجهات مع قوات إسرائيلية أو نتيجة لعمليات اغتيال".
ويحل شهر رمضان مطلع شهر أبريل/نيسان المقبل، والذي يشهد أيضاً عيد "الفصح" (بين 15-22) عيد الفصح اليهودي.
توترات في الأراضي الفلسطينية
يأتي هذا في وقت تشهد فيه الضفة الغربية المحتلة توتراً متزايداً بسبب ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين ضد الفلسطينيين.
وفي وقت سابق الثلاثاء، استشهد شاب فلسطيني (20 عاماً) من قرية "كفر عين،" شمالي رام الله (وسط الضفة)، برصاص الجيش الإسرائيلي عند مدخل قرية "النبي صالح" المحاذية لقريته.
كما اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في 8 فبراير/شباط الجاري، ثلاثة فلسطينيين في حي المخفية بمدينة نابلس (شمال) بعد إطلاق النار تجاه مركبة فلسطينية كانت تقلهم.
وتزامناً مع هذا يشهد حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة مواجهات بين الفلسطينيين من جهة وقوات الاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى، بعد اقتحام النائب الإسرائيلي المتطرف "إيتمار بن غفير" الحي وإقامة مكتب برلماني هناك رفقة عشرات المستوطنين.
واندلع التصعيد الأخير الأكبر في رمضان 2021، على خلفية اقتحامات لشرطة الاحتلال للمسجد الأقصى، ما فجّر الأوضاع في القدس والضفة الغربية والمدن العربية والمختلطة داخل إسرائيل، وقاد إلى مواجهة عسكرية مع المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة استمرت 11 يوماً وانتهت بوساطة مصرية.