قالت وكالة رويترز، الإثنين 14 فبراير/شباط 2022، إن مرتزقة من الروس على صلة بجواسيس لموسكو، عززوا وجودهم في أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي يثير مخاوف بين بعض أعضاء حلف شمال الأطلسي من أن روسيا قد تحاول إيجاد مبرر لغزو جارتها.
يأتي ذلك في الوقت الذي حذَّر فيه رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، من أن الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية "خطير جداً جداً".
حيث قال جونسون من مؤتمر صحفي في أسكتلندا: "إن الدليل على غزو روسي وشيك لأوكرانيا واضح جداً"، مشيراً إلى أن هناك "نحو 130 ألف جندي محتشدين على الحدود الأوكرانية، وكل أنواع المؤشرات الأخرى التي تظهر وجود استعدادات جادة لغزو".
تأكيد معلومات استخباراتية سابقة
وكالة رويترز نقلت عن ثلاثة مصادر أمنية غربية بارزة، تأكيدهم تحديد هويات مرتزقة روس بأوكرانيا، وذلك في تعزيز لمعلومات استخباراتية سبق أن نشرتها واشنطن وافترضت نية موسكو شن عملية "زائفة" داخل أوكرانيا؛ لتبرير غزوها.
حيث قالت المصادر الأمنية إن المرتزقة ينتشرون من شركات عسكرية روسية خاصة لها روابط وثيقة بجهاز الأمن الاتحادي الروسي، وجهاز المخابرات العسكرية الروسي (جي.آر.يو).
وأضافت أن ضابطاً سابقاً بجهاز المخابرات العسكرية يعمل مع مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، كان من بين الذين نُشروا في الأسابيع الأخيرة بأوكرانيا.
وأوضحت أن الضابط السابق ذهب إلى دونيتسك، وهي إحدى منطقتين يسيطر عليهما انفصاليون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا منذ عام 2014.
يشار إلى أن هذه المعلومات تعزز مخاوف- راجت في الأسابيع الأخيرة- من أن التوغل الروسي في أوكرانيا يمكن أن تسبقه حرب معلومات وهجمات إلكترونية على البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا مثل شبكات الكهرباء والغاز.
حيث قال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا تعتزم اعتماد تكتيكات تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتقويض كييف من الداخل، بعد أن أصبحت خطط المواجهة والغزو المباشر "شبه مكشوفة".
كبير مستشاري الأمن القومي للرئيس الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، قال إن روسيا ستعتمد سياسة شن هجمات إلكترونية، وإحداث اضطرابات اقتصادية، وبث الفزع عن طريق نشر مئات التهديدات الوهمية بوجود قنابل وعبوات ناسفة، في سعيها لانهيار أوكرانيا.
بحسب خبراء، فإن تلك التكتيكات تكشف كيف يمكن للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن يواصل الضغط على أوكرانيا دون التصعيد، وصولاً إلى إطلاق النار، الذي قد يؤدي إلى فرض عقوبات من الغرب.
يأتي هذا في وقت تتزايد فيه التوترات بين روسيا وأوكرانيا، وسط تحذيرات أمريكية من إمكانية اندلاع حرب في أي وقت. وتتهم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، روسيا بحشد قوات قرب الحدود الأوكرانية، وهددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو إذا شنت هجوماً على أوكرانيا.
فيما ترفض روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.