اندلع حريق، مساء الأحد 13 فبراير/شباط 2022، في مقر الحكومة الشرعية اليمنية بقصر "معاشيق" الرئاسي في مدينة كريتر بمحافظة عدن جنوبي البلاد.
إذ قال مصدر حكومي لوكالة الأناضول، طالباً عدم نشر اسمه، إن "حريقاً اندلع في أحد المطابخ وتسبب في تصاعد أعمدة الدخان بشكل كبير، وأحدث أضراراً مادية بسيطة (لم يذكرها)".
المصدر ذاته أضاف أن "فرق الإطفاء تمكَّنت من إخماد الحريق في وقت قصير من دون خسائر بشرية".
بحسب سكان محليين قرب القصر الرئاسي، في أحاديث منفصلة مع "الأناضول"، فإن أعمدة الدخان تصاعدت بشكل كثيف في سماء القصر، وشوهدت من على مسافات بعيدة، ودخلت سيارات إطفاء إلى القصر بشكل سريع.
وقصر "معاشيق" الرئاسي يتكون من مجموعة "فيلات" تقع على تلة صخرية تطل على خليج عدن، وحالياً هو المقر الرئيس للحكومة الشرعية، حيث تعقد اجتماعاتها وتستقبل فيه ضيوف البلاد.
كان هذا القصر قد اُقتحم من قبل مئات المتظاهرين خلال شهر مارس/آذار 2021، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية المتردية في اليمن وانخفاض سعر العملة المحلية، دون تصدٍّ من قبل حراسته، في ظل وجود رئيس الحكومة معين عبد الملك، وعدد من الوزراء بداخله.
حرب مأساوية
جدير بالذكر أن اليمن يعاني منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثي، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ عام 2014، الأمر الذي دفع الحكومة الشرعية إلى نقل العاصمة إلى مدينة عدن بشكل مؤقت.
تلك الحرب أودت بحياة أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وبات أكثر من 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
أيضاً أدت هذه الحرب المأساوية إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.
كانت العملة اليمنية شهدت هبوطاً حاداً لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية بمدينة عدن الساحلية وجنوب البلاد، مسجلةً 1700 للدولار الواحد للمرة الأولى في تاريخ البلاد.