قلبت الصين سياستها تجاه الإنجاب للطرف النقيض، حينما بدأت بكين تكثف جهودها للحدِّ من عمليات الإجهاض لدى الشابات، الإجراء الذي كان مُستخدَما على نطاقٍ واسع، ولطالما كان جزءاً من تنظيم الأسرة بتوجيه ودعم من أجهزة الدولة.
بحسب صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، السبت 13 فبراير/شباط 2022، فإن خطة حديثة صادرة عن جمعية تنظيم الأسرة الصينية المدعومة من الحكومة تسعى لتقليل حالات الحمل والإجهاض غير المُخطَّط له بين المراهقات والنساء غير المتزوجات.
حيث قالت جمعية تنظيم الأسرة إن الهدف من ذلك "تحسين الصحة الإنجابية"، وتأتي في الوقت الذي تواجه فيه الصين انخفاضاً سريعاً في المواليد.
وتسمح الصين الآن للأزواج بإنجاب ثلاثة أطفال، وهو تحوُّلٌ في السياسة بمقدار 180 درجة عن سياسة الطفل الواحد التي استمرت عقوداً، وتسبَّبَت في تضاؤل عدد النساء في سنِّ الإنجاب.
بحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الخطة ليست توجيهاً حكومياً، ولكنها تعكس أولويات الحكومة بشأن كيفية رفع أعداد المواليد، حيث كانت اللغة المتعلقة بالتدخُّل لتقليل عمليات الإجهاض أقوى من الخطاب الذي استخدمته بكين سابقاً.
يقول هوانغ ون تشنغ، الباحث في مركز العولمة، وهو مركز أبحاث خاص مقره بكين، إن خطة الجمعية قد تعني تدابير مثل تعزيز التربية الجنسية، واتخاذ إجراءات صارمة ضد العيادات غير القانونية، وجعل وسائل منع الحمل متاحة أكثر للشباب.
إجهاض "وحشي" على مدار سنوات
ويُعد الإجهاض قانونياً في الصين، وقد استُخدِمَ بغزارة كطريقةٍ للامتثال للقيود المفروضة على الولادة، ففي عام 1991، وهو الوقت الذي شهد بعضاً من أكثر أساليب التنفيذ وحشيةً لسياسة الطفل الواحد، أُجرِيَت حوالي 14 مليون عملية إجهاض في الصين، وفقاً لبيانات لجنة الصحة الوطنية، وكان الرقم أقل بقليلٍ من تسعة ملايين في العام 2020.
يقول بعض الباحثين إن اللجوء الواسع للإجهاض قد يلعب دوراً في معدَّل تراجع الخصوبة المرتفع نسبياً في الصين، والذي يؤثِّر، وفقاً لمسحٍ حديثٍ أجراه باحثو جامعة بكين، على حوالي 18% من الأزواج في سنِّ الإنجاب، مقارنةً بالمعدَّل العالمي الذي يبلغ 15%.
كما يقول خبراءٌ ديموغرافيون صينيون إن الخطة تعكس اعترافاً بأن الاستخدام الواسع لعمليات الإجهاض، مع تكرار الإجراءات للعديد من الفتيات كانت له آثارٌ ضارة على الخصوبة.