قال موقع Middle East Eye البريطاني في تقرير نشره يوم السبت 12 فبراير/شباط 2022 إنه بعد أيامٍ من تسريب فيديو لهم وهم يشكون التعذيب وسوء المعاملة داخل قسم شرطة السلام أول جنوب القاهرة؛ قال عدد من المحتجزين المصريين إنهم تعرضوا للضرب والتهديد والحرمان من زيارات الأهالي بواسطة نفس الضباط الذين اتهموهم بتعذيبهم.
إذ إنه وفي شهر يناير/كانون الثاني 2022 اطلع موقع Middle East Eye البريطاني على مقاطع فيديو تُظهر سوء معاملة واعتداء على المحتجزين بواسطة قوات الأمن في قسم شرطة السلام أول، الذي يقع داخل حي السلام الفقير جنوب شرق القاهرة. لكن الموقع البريطاني لم يتمكن من تأكيد وقت التقاط مقاطع الفيديو.
اقرأ أيضاً
منع الأهالي من زيارة ذويهم السجناء في سجن مصري
في حين مُنِعَ أهالي المحتجزين من زيارتهم بعد فترةٍ وجيزة من نشر الموقع البريطاني وبعض المواقع العربية على الإنترنت لمقاطع الفيديو. وقال الأهالي للموقع البريطاني إنهم عاجزون عن التواصل مع أقاربهم ويخشون اختفاءهم وتعريضهم للمزيد من التعذيب.
فيما نشر نشطاء مقطع فيديو جديداً يضم شهادات من نزلاء نفس القسم بعد انتشار التقارير حول اختفائهم، وقد طالبوا خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل.
حيث قال أحد المحتجزين، الذي ظهر في مقاطع الفيديو الأولى، للموقع البريطاني يوم السبت 12 فبراير/شباط 2022 إنّ الضابطين المتهمين بالاعتداء على السجناء من قبل- أحمد بدوي وعلي كساب- "نزلوا كملوا علينا تاني ولا كأنكم عملتوا لهم حاجة" كما نشر النشطاء صور الضباط المتهمين بدوي، وكساب، وعمرو عزت.
فيما توثَّق الموقع البريطاني من أن الضباط الثلاثة هم ضباط شرطة في الخدمة بمكتب مباحث القسم. إذ أنكر أحدهم الادعاءات، ورفض آخر التعليق، في حين لم يرد الثالث على اتصالات الموقع البريطاني.
اقرأ أيضاً
التضييق على سجناء مصريين
قال السجين، الذي رفض ذكر اسمه لحماية هويته: "منعوا عننا الزيارات بعد ما شافوا الفيديو، ومنعوا عننا اللقمة، وفيه شكاوي رسمية حضرتك وصلناها للسيد النائب العام".
كما أشار محتجزٌ إلى معصمي زميلين له يحملان وشوماً على شكل صليب، في الفيديو المسرب الجديد، وهو يقول: "بيقولوا إننا إخوان مسلمين. ده إخوان مسلمين يا ريس؟ يا سيدي الرئيس، إحنا لما فكرنا نشتكي، اشتكينا ليك انت، مش لحد تاني".
وأضاف: "إحنا بنستغيث بيك انت ملناش دعوة بأي دولة تانية. إحنا بنستغيث بيك انت علشان انت أبونا. انت المفروض إن انت أبونا. وكل راعي مسؤول عن رعيته. يا ريس بعد إذنك، يوم الموقف العظيم ربنا هيسأل، لمن الملك اليوم. أبوس إيدك، انجدونا. إحنا مش عارفين إحنا رايحين فين. بيقولك دلوقتي هياخدونا ومش عارفين إحنا رايحين فين. ده آخر مرسال بوصله لحضرتك".
كان الموقع البريطاني قد نقل أن المحتجزين داخل قسم السلام أول فقدوا اتصالهم بالعالم الخارجي بالكامل، مما أثار المخاوف من تعرضهم للإخفاء القسري، بينما أبلغ أحد مصادر الموقع من قبل أنه يعتقد أن المحتجزين سينقلون من قسم الشرطة تمهيداً لتجهيزهم من أجل نفي ادعاءات التعذيب التي تسببت في الفضيحة.
امتناع وزارة الداخلية عن التعليق
من جانبها امتنعت وزارة الداخلية عن التعليق على مقاطع فيديو الانتهاكات، لكنها نشرت بياناً بعد تداول مقاطع الفيديو بدقائق تقول فيه إن الشهادات ملفقة وهي مجرد "محاولات من جماعة الإخوان المسلمين" لنشر الأكاذيب حول إساءة معاملة السجناء في قسم الشرطة المصري.
في حين قالت مصادر في المكتب الإعلامي بالوزارة للموقع البريطاني من قبل إن الوزارة ربما تنشر تصريحاً بالفيديو لبعض النزلاء. وربما يتضمن المقطع اعترافاً من بعضهم بأن الإصابات كانت نتيجة تعاطيهم المخدرات وشجارٍ اندلع بينهم لفرض السيطرة على الزنزانة.
يأتي الحديث عن انتهاكات تطال سجناء داخل السجون المصرية في الوقت الذي نشرت فيه وزارة الداخلية يوم الخميس، 10 فبراير/شباط 2022 ، مقطع فيديو دعائياً يشرح التزام مصر باستراتيجية حقوق الإنسان التي تم الإعلان عنها مؤخراً.
حيث استعرض الفيديو زنازين سجون نظيفة وواسعة، إلى جانب نزلاءٍ يتلقون الرعاية الصحية، والعلاج الجيد، والطعام الساخن. بينما قوبل المقطع بسخريةٍ واسعة من النشطاء على الشبكات الاجتماعية.
رداً على ذلك قال مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان إنّ الاستراتيجية تهدف إلى "ترسيخ الوضع المأساوي الراهن والتخلص من الانتقادات الدولية" وفي الوقت ذاته، تستمر البلاغات عن الانتهاكات داخل السجون المصرية.
يُذكر أن أنظار العالم التفتت إلى التعذيب في مصر بعد اتهام لجنةٍ برلمانية إيطالية لأجهزة الأمن المصرية بخطف وتعذيب، وقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني بالقاهرة عام 2016 حيث أظهر تشريح ما بعد الوفاة أن الطالب تعرض للتعذيب قبل وفاته.
جدير بالذكر أنه ومنذ وصول عبد الفتاح السيسي إلى السلطة اتُّهِمَت حكومته بالإشراف على أسوأ فترة قمعٍ لحقوق الإنسان في التاريخ الحديث للبلاد.