الخاطفون يطلقون سراح الطفل “فواز قطيفان”.. حصلوا على الفدية، فتركوه في إحدى صيدليات درعا “صور”

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/12 الساعة 20:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/12 الساعة 20:07 بتوقيت غرينتش
الطفل فواز القطيفان

أفادت وسائل إعلام محلية يوم السبت 12 فبراير/شباط 2022 بتحرير الطفل السوري المختطَف فواز قطيفان بعد دفع فدية لقاء حريته.

إذ قال محمد قطيفان والد الطفل المختطف فواز قطيفان لإذاعة "شام إف إم" المحلية: "الخاطفون وضعوا الطفل فواز ضمن صيدلية في مدينة نوى بعد أن تم دفع الفدية، ونحن في الطريق لتسلمه وهو بصحة جيدة".

فواز قطيفان في حضن أهله

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه مصدر أمني في شرطة درعا لصحيفة "الوطن" السورية أن الطفل أصبح بين أهله وحالته الصحية جيدة.

في سياق ذي صلة قال الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان في تدوينة على صفحته في "فيسبوك": "أخيراً بعد انتظار مرير وقاس وطويل وخطر عاد الملاك البريء لحضن أهله الدافئ.. ألف الحمد لله على سلامتك ياعمو فواز.. وألف مبروك لأهله وعائلته وعميق الشكر والامتنان والمحبة لكل الذين شاركونا قساوة وقلق وقهر اللحظات والساعات والأيام والشهور التي غاب فيها فواز عن أهله على أيدي قتلة مجرمين سفلة أوباش".

كانت قضية الطفل السوري المختطف في مدينة إبطع بمحافظة درعا جنوب سوريا، فواز القطيفان، ذي الـ8 أعوام، تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي والديوانيات الشعبية، بعد مناشدات عدة للجهات المختصة، لإنقاذه من خاطفيه، وصراخه بعد نشرهم فيديو يُظهر التعذيب الوحشي الذي تعرَّض له الطفل، ومطالبة خاطفيه بفدية مادية قدرها 500 مليون ليرة سورية، مقابل إطلاق سراحه.

عملية الخطف وبداية التفاوض

من جانبه قال عم الطفل مصعب القطيفان، لـ"عربي بوست"، إن ابن أخيه اختُطف في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2021، حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً، وهو في طريقه إلى المدرسة، على يد ثلاثة رجال ملثمين يركبون دراجات نارية وبصحبتهم امرأة ترتدي خماراً، كانت مهمتها أن تدل الخاطفين على الطفل فواز، وتمت عملية الاختطاف للطفل في مكان مزدحم.

يضيف: "عقب عملية الاختطاف بساعات، أجرى الخاطفون اتصالاً عبر تطبيق (الواتساب) مع والد الطفل الذي يقيم في دولة الكويت ويعمل (عاملاً حراً)، وصرحوا بأن الطفل بحوزتهم، وبعدها بنحو 5 أيام، أجروا اتصالاً آخر عبر تطبيق (تليغرام)، وإرسال صور للطفل لإثبات صحة كلامهم، وإرغام أعمام ووالد الطفل على التفاوض معهم حول تقديم فدية مالية 200 ألف دولار، وأصروا على أن المبلغ يجب أن يكون بالدولار الأمريكي، مقابل إطلاق سراحه". 

كما أوضح أنه "بعد مفاوضات طويلة وشبه سرية مع الخاطفين خلال المرحلة الأولى، تم تنزيل المبلغ إلى 500 مليون ليرة، وقامت العائلة بتأمين مبلغ 250 مليون ليرة، بعدما تم بيع أرض تعتبر إرثاً للعائلة، واقتراض 50 مليون ليرة أخرى، ليصل المبلغ إلى 300 مليون، لتفشل بعدها المفاوضات، ورفضَ الخاطفون إطلاق سراح الطفل بهذا المبلغ وأصروا على المبلغ المتفق عليه (500) مليون ليرة سورية، ما أدى إلى حالة إحباط شديدة في العائلة لتعيش في صدمة، وخصوصاً والدَي الطفل المخطوف، حتى إن الوالد لم يستطِع الحديث؛ لأنه حتى الآن لم يستفِق من الصدمة الكبيرة التي أصابته عندما سمع بخبر اختطاف ابنه الوحيد".

 في حين أن جدته، أم والده، هي أيضاً تعرضت لوعكة صحية خطيرة وهبوط حاد بضغط الدم، ما دفع العائلة في التاسع عشر من ديسمبر/كانون الأول 2021 إلى إطلاق نداء إنساني عاجل لأهالي محافظة درعا ومغتربيها، من أجل مساعدتهم واستكمال مبلغ الفدية الذي طالبت به الجهة الخاطفة وإنقاذ الطفل.

المهلة الأخيرة، والطفل: "مشان الله لا تضربوني"

من جانبهم، أرسل الخاطفون للطفل السوري فواز القطيفان، من مدينة إبطع في محافظة درعا، يوم الجمعة 4 فبراير/شباط 2022 تسجيلاً مصوراً يظهر فيه الطفل أثناء تعذيبه على أيدي الخاطفين وهو عارٍ ينادي ويستنجد خاطفيه التوقف عن ضربه، ويقول: "مشان الله لا تضربوني"، للضغط على أهل الطفل المخطوف، وذلك بعد تأخرهم في جمع المبلغ المطلوب وهو 500 مليون ليرة سورية، أي ما يقارب 140 ألف دولار أمريكي، وآخر مهلة لتحرير الطفل يوم الأربعاء 9 فبراير/شباط، وهو ما أثار عضباً واسعاً من قِبَل السوريين على وسائل التواصل الإجتماعي وفي محافظة درعا وعموم المحافظات السورية وإطلاق حملة تضامن، تحت وسم "#أنقذوا_الطفل_فواز_القطيفان".

من جهتها، سبق أن ناشدت "عشائر حوران"، في درعا، البحث عن الطفل ومحاسبة الخاطفين، وقالت في بيانها: "إن جمع التبرعات يمكن أن يحرر هذا الطفل، ولكن ستتكرر هذه الظاهرة إن لم يأخذ هؤلاء عقابهم"، وإن "التسجيل المصور الذي ظهر فيه الطفل فواز وهو يتعرض للتعذيب الوحشي من قِبَل خاطفيه وما فيه من إهانة للروح البشرية مقابل المال، يعد عملاً إجرامياً يجب البحث وملاحقة هؤلاء المجرمين ومعاقبتهم".

تحميل المزيد