نظم مئات الأفغان الخميس 10 فبراير/شباط 2022، احتجاجاً نادراً في منشأة بالإمارات تم تسكينهم فيها منذ الفرار من بلادهم بعد سيطرة حركة طالبان، ورفعوا لافتات تطالب بالحرية وبنقلهم إلى الولايات المتحدة، مهدّدين بالإضراب عن الطعام، فيما طالب بعضهم بالعودة لأفغانستان.
وأُجلي آلاف الأفغان خلال عام 2021 إلى الإمارات لصالح الولايات المتحدة ودول غربية أخرى وسط الانسحاب الفوضوي بقيادة أمريكا من أفغانستان مع عودة حركة طالبان المتشددة إلى السلطة.
ووافقت الإمارات على توفير السكن المؤقت للأفغان إلى حين البتِّ في طلباتهم للانتقال كي يتسنى سفرهم إلى دولة ثالثة.
وبعد مضي ستة أشهر، لا يزال كثيرون في الإمارات في منشآت تخضع لرقابة مشددة.
وقال متظاهران لرويترز إن الاحتجاجات بدأت الأربعاء واستمرت الخميس. وطلب الاثنان عدم الكشف عن هويتهما خشية معاقبة السلطات لهما.
فقدان للأمل
وفي تسجيلات مصورة أرسلها أحد المتظاهرين لرويترز، ظهر رجال ونساء وأطفال يشاركون في احتجاج الخميس داخل منشأة في أبوظبي، مطالبين واشنطن باستقبالهم في وطنهم الثاني.
وحملت لافتة عبارة "عندما تم إجلاؤنا، كانت وزارة الدفاع تسيطر على مطار كابول. لم يأتِ أحد من تلقاء نفسه".
وقال متظاهر إن الاحتجاج بدأ بعد أن فقد كثير من الأفغان الأمل في الانتقال إلى الولايات المتحدة.
وقال أحد المحتجين إن الأوضاع في المنشآت تشبه السجن، وإن السلطات الإماراتية احتجزت بعض الأفغان مع بدء المظاهرات.
وذكر آخر أن مسؤولاً بالسفارة الأمريكية زار المنشأة الخميس بعدما بدأت الاحتجاجات، وقال إنه لا يوجد جدول زمني محدد للتعامل مع جميع الحالات وإنه من غير المرجح أن يذهب الجميع إلى الولايات المتحدة.
ولم يتضح عدد اللاجئين الأفغان الذين ما زالوا موجودين في الإمارات، التي قالت في سبتمبر/أيلول 2021 إنها أجلت 9000 أفغاني كانوا في طريقهم إلى دولة ثالثة.
وتشير تقديرات لنشطاء ومحتجين إلى وجود قرابة 12 ألف أفغاني في منشأتين في أبوظبي.
وتعطي الولايات المتحدة الأولوية لمن يحملون تأشيرات أو قدموا طلبات للذهاب إلى الولايات المتحدة، لكن مصدرين مطلعين على أوضاع منشآت أبوظبي قالا إن الكثيرين هناك لا يحملون أياً من ذلك.
وقال أحمد محبي، وهو مستشار أمريكي سابق في مكافحة الإرهاب في أفغانستان ساعد الفارين من هناك، إن الرحلات الجوية الأمريكية التي تنقل الأفغان من الإمارات توقفت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
وأضاف أن بعض الأفغان هددوا بالإضراب عن الطعام احتجاجاً، مع انتظارهم إعادة التوطين، بينما طلبت مجموعة صغيرة العودة إلى أفغانستان.