ماكرون يكشف تفاصيل محادثاته مع بوتين وزيلنيسكي بشأن الأزمة الأوكرانية: موسكو وكييف تعهدتا بوقف التصعيدات

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/08 الساعة 14:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/08 الساعة 14:53 بتوقيت غرينتش
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفقة الرئيس الأوكراني/رويترز

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء 8 فبراير/شباط 2022 إن رئيسي روسيا وأوكرانيا تعهدا بالالتزام باتفاقيات "مينسك" والتي تنص على وقف الأعمال العسكرية التي أجَّجت التوترات بين موسكو وكييف وذلك عقب محادثات للرئيس ماكرون مع نظيريه بوتين وزيلينسكي.

ماكرون قال للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي عقب المباحثات التي جرت بينهما في كييف: "لدينا الآن الإمكانية لدفع المفاوضات إلى الأمام". كما أكد ماكرون الثلاثاء حصوله من نظيره الروسي، على تأكيد "بعدم حصول تدهور أو تصعيد" في الأزمة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا، إذ قال ماكرون: "كان الهدف بالنسبة إليّ وقف اللعبة لمنع حصول تصعيد وفتح احتمالات جديدة.. تحقق هذا الهدف بالنسبة إليّ".

وكان زعماء أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا وقعوا على مجموعة اتفاقيات مينسك في 2014 و2015 كرد فعل على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا وتتضمن الاتفاقيات هدفاً لإنهاء الحرب الانفصالية التي يشنها المتحدثون بالروسية في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.

بوتين ماكرون روسيا أوكرانيا
لقاء سابق للرئيسين بوتين وماكرون/Getty Images

تعهدات بوتين لماكرون 

ويأتي هذا بعد أن كشف مسؤول فرنسي أن بوتين تعهَّد بعدم إجراء مناورات عسكرية جديدة قرب أوكرانيا في الوقت الراهن‭‭‭  ،‬‬‬وذلك تمهيداً لاحتمال التوصل إلى تهدئة.

وأضاف المسؤول الفرنسي لوكالة رويترز أن الرئيس الروسي وافق أيضاً على سحب القوات المشاركة في مناورات عسكرية في روسيا البيضاء بالقرب من الحدود الأوكرانية بمجرد انتهاء تلك المناورات.

كما كشف المسؤول الفرنسي أن ماكرون وافق خلال المحادثات على "فتح حوار بشأن المسائل الاستراتيجية"، لكن لم ترد تفاصيل عما قد يتضمنه هذا الحوار.

فيما طالب بوتين بإجراء تغييرات على الترتيبات الأمنية في أوروبا، ومنها تعهد بألا يسمح حلف شمال الأطلسي أبداً بانضمام أوكرانيا إليه، وعدم نشر أي صواريخ قط بالقرب من حدود روسيا، وأن يقلص التحالف الغربي من بنيته التحتية.

إلا أن الرئيس الروسي لم يذكر شيئاً من هذا القبيل عندما تحدث إلى وسائل الإعلام، بعد محادثات مع ماكرون استمرت 6 ساعات في الكرملين، كما لم يتسنّ للوكالة الإخبارية التأكد من مصدر مستقل من أن روسيا قدمت مثل هذه التعهدات.

روسيا غزو أوكرانيا بوتين
الغرب يخشى من غزو روسي للأراضي الأوكرانية تكلفته البشرية ستكون باهظة – Getty Images

جهود أوروبية لاحتواء الأزمة 

وتأتي الجهود الدبلوماسية الأوروبية وسط مخاوف متزايدة من أن روسيا تستعد لغزو أوكرانيا، إذ قدّرت الاستخبارات الأمريكية أن روسيا بات لديها فعلياً 70% من القوة اللازمة لتنفيذ غزو واسع النطاق لأوكرانيا، ويمكن أن تكون لديها القدرة الكافية، أي 150 ألف جندي، لتنفيذ هجوم خلال أسبوعين.

كذلك حذّر المسؤولون الأمريكيون من أنه إذا قرر بوتين غزو أوكرانيا فبإمكان قواته تطويق العاصمة الأوكرانية كييف، وإطاحة الرئيس فولوديمير زيلينسكي في غضون 48 ساعة.

رغم ذلك، تحاول كييف التخفيف من المخاوف من إمكان حصول هجوم وشيك، وذلك في إطار سعيها إلى تجنب إلحاق أذى إضافي باقتصادها المتداعي.

في هذا الصدد، كتب وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا على تويتر: "لا تصدقوا التوقعات المدمرة، عواصم مختلفة لديها سيناريوهات مختلفة، لكن أوكرانيا مستعدة لأي تطور".

أضاف كوليبا أن "أوكرانيا لديها اليوم جيش قوي ودعم دولي غير مسبوق وإيمان الأوكرانيين ببلدهم. العدو يجب أن يخاف منا".

يُذكر أن الرئيس الأمريكي بايدن قرَّر إرسال قوات أمريكية لتعزيز قوات الأطلسي في أوروبا الشرقية، وأثارت هذه الخطوة غضب موسكو التي عرضت مطالب على الأطلسي، لوقف توسعه والانسحاب من دول أعضاء تقع في أوروبا الشرقية.

لكن الولايات المتحدة أكدت أن الهدف من إرسال قواتها ليس "إشعال" حرب مع روسيا، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، إن "الرئيس كان واضحاً على مدى شهور، لجهة أن الولايات المتحدة لا ترسل قوات من أجل إشعال حرب أو القتال في حرب ضد روسيا بأوكرانيا".

تحميل المزيد