قال رئيس وزراء ولاية كارناتاكا في جنوب الهند، الثلاثاء 8 فبراير/شباط 2022، إن الولاية أمرت بإغلاق المدارس والجامعات ثلاثة أيام بعد تفجر احتجاجات رداً على رفض بعض المدارس دخول طالبات يرتدين الحجاب.
كانت وسائل إعلام محلية قد ذكرت قبل أيام أن العديد من المدارس في مدينة أودوبي الساحلية منعت دخول الطالبات المسلمات اللائي يرتدين الحجاب، مستندة إلى أمر من وزارة التعليم، مما أثار احتجاجات بين الطلبة وأولياء الأمور.
فيما زادت حدة التوتر خلال الأيام الأخيرة في أودوبي ومناطق أخرى في ولاية كارناتاكا ذات الغالبية الهندوسية، حيث احتشدت طالبات يرتدين شالات الزعفران، التي يرتديها الهندوس عادة، في الفصول الدراسية لإظهار دعمهن لحظر الحجاب في مدارسهن.
حظر ارتداء الحجاب
من جهته، دعا باسافاراج بوماي رئيس وزراء كارناتاكا جميع الطلبة والمعلمين وإدارات المدارس والجامعات وسكان الولاية إلى "الحفاظ على السلام والانسجام (فيما بينهم)".
بدوره، قال وزير التعليم في الولاية، بي.سي. ناجيش، إنه جرى تحديد الزي المدرسي بعد النظر في أوامر قضائية من جميع أنحاء البلاد تحظر ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية.
يذكر أن حكومة الولاية، التي تبلغ نسبة سكانها من المسلمين 12% ويحكمها حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، كانت قد أصدرت أمراً في 5 فبراير/شباط يلزم جميع المدارس باتباع الزي المدرسي الذي تضعه الإدارات.
قمع واعتداءات على المسلمين في الهند
يُشار إلى أنه منذ انتخاب مودي في عام 2014، تشهد الهند تراجعاً حاداً للديمقراطية وانتشاراً مطرداً للعنف الغوغائي المناهض للمسلمين.
حيث يؤكد معارضو مودي أن حزبه بهاراتيا جاناتا يغض الطرف عن التمييز القائم ضد المسلمين ويقر قوانين تعمل بوضوح على تهميش المسلمين، بل إنه يقوم بـ"اضطهاد الأقليات بما في ذلك الأقلية المسلمة بالبلاد" التي تعد 22 مليون نسمة.
لكن حكومة مودي ترفض اتهامها بأن لديها أجندة هندوسية، وتشدد على أن الهنود من جميع الديانات لديهم حقوق متساوية.
في هذا الإطار، تعرضت مساجد ومنازل ومتاجر للمسلمين بولاية تريبورا الهندية، لهجمات وأعمال تخريب، على يد "عصابات هندوسية متطرفة".
كما تضغط الجماعات الهندوسية على السلطات منذ نحو شهرين في مدينة غورغاون الشمالية خارج نيودلهي؛ لمنع المسلمين من أداء صلاة الجمعة في الأماكن المفتوحة.
كانت أعمال العنف ضد المسلمين قد تجدَّدت في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد مظاهرة نظمتها منظمة "فيشوا هندو باريشاد" (المجلس الهندوسي العالمي)، تخللتها خطابات تحريضية.
أيضاً في 27 أكتوبر/تشرين الأول، كشف بيان نشرته جمعية حماية الحقوق المدنية "APCR" المحلية عن تعرُّض 16 مسجداً على الأقل لأضرار على يد "عصابات هندوتفا المتطرفة"، وأن العديد من المنازل والمتاجر التابعة للمسلمين جرى حرقها.