كشف موقع Intelligence Online الفرنسي، الإثنين 7 فبراير/شباط 2022، أن جمعيات مسيحية فرنسية تموِّل مشروعين في الأراضي السورية الخاضعة لنظام بشار الأسد، وذلك تحت معرفة مباشرة من الحكومة في باريس، إلا أنها تتجنب الإعلان عن ذلك بشكل مباشر.
إذ نقل الموقع عن مصادره أن فرنسا تموِّل مشروعين في الأراضي السورية عبر مؤسسة "التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع" (ألف ALIPH) المسيحية التي تتخذ من سويسرا مقراً لها.
حيث أشار الموقع المتخصص في الشؤون الاستخباراتية والأمنية إلى أن التمويل الفرنسي توجه بالخصوص نحو أعمال ترميم لقلعة الحصن، وهي قلعة احتلها الأوروبيون في الحقبة الصليبية ولحقت بها أضرار في أثناء النزاع السوري بالسنوات الأخيرة، وكنيسة القديس سمعان العمودي بالقرب من حلب.
تأتي هذه الإجراءات نتيجة التنسيق القائم على مزيج من المبادرات والتعهدات لتطبيع العلاقات مع النظام السوري، والتي تأتي بجهود إماراتية على وجه الخصوص، بحسب الموقع.
الموقع الإخباري الفرنسي La Lettre A كشف في نشرة له بتاريخ 28 يناير/كانون الثاني 2022، أن المؤسِّس المشارك في تحالف حماية التراث "ألف" توماس كابلان، استطاع تأمين أكثر من 90 مليون دولار من تعهدات المتبرعين والرعاة الجدد، ومنهم شركة "توتال إنرجيز" Total Energies الفرنسية.
ومع أن مؤسسة "ألف" عادةً ما تعرض بفخرٍ مشروعاتها لترميم التراث، فإنها تميل إلى الصمت بشأن عملها في سوريا، ولا تعلن في الغالب إلا عن عملها في الرقة، التي تسيطر عليها ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) الكردية. أما فرنسا، فتُشدِّد باستمرار على الدواعي الإنسانية عند التطرق إلى أي نشاط لها في سوريا.
مواقع أثرية قيّمة للمسيحيين
وتقع "قلعة الحصن" في قلب الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري، وتحظى بأهمية كبيرة لدى المسيحيين، كما أنها وجهة لا تقاوَم في عروض الجولات السياحية.
إضافة إلى ذلك، فإن القلعة باتت المحطة المحورية لأعمال ترميم التراث الجارية في سوريا منذ عام 2016 تحت إشراف "منظمة إغاثة مسيحيي الشرق" SOS Chrétiens d'Orient الفرنسية، وهي مؤسسة خيرية يُديرها شارلز دي مير وتعمل واجهةً لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبان، كما أن لها صلات وثيقة بـمنظمة "الأمانة السورية للتنمية" المرتبطة بأسماء الأسد.
ولما كانت السلطات الفرنسية في حرجٍ من إظهار عملها مع "منظمة إغاثة مسيحيي الشرق"، فإنها آثرت إعلان تعاونها مع جمعية "عمل الشرق" المعنية بخدمة الكنائس الشرقية ومنتسبيها، وهي كيان مشارك في مشروع مموَّل من "ألف" بفضل شراكة مع وزارة الخارجية الفرنسية.
وتنهمك جمعية "عمل الشرق" في عمل مباشر وروابط وثيقة بحلب، حيث تعمل على إنشاء مشروع للحِرف مع جمعية "الصخرة" السورية، التي تحظى بعض برامجها أيضاً بتمويل من "منظمة إغاثة مسيحيي الشرق".