المغرب يودِّع “ريان”.. جنازة شعبية لتشييع جثمان “طفل البئر” الذي أبكى العالم

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/07 الساعة 12:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/07 الساعة 14:15 بتوقيت غرينتش
من جنازة الطفل ريان/ رويترز

ووري جثمان الطفل المغربي ريان الإثنين 7 فبراير/شباط 2022، في مقبرة "الزاوية" بمسقط رأسه بقرية إغران التابعة لمدينة شفشاون شمالي المغرب، وسط حشد جماهيري كبير، بينما بدأت عائلة الفقيد في استقبال التعازي.

إذ قضى الطفل المغربي ريان، البالغ من العمر 5 سنوات، نحو 100 ساعة داخل حفرة بئر عمقها 32 متراً ولا يتجاوز قطرها 30 سم، في ضواحي مدينة شفشاون، 5 أيام، عانى خلالها من نزيف في رأسه بسبب ارتطامه بالصخور أثناء سقوطه.

بينما تقاطر مئات المعزين على منزل الطفل المغربي ريان بعدما ركنوا سياراتهم أسفل الدوار عقب قرار عدم السماح للعربات بالمرور.

كما أظهرت المعاينات الطبية التي أجراها الفريق الطبي الذي دخل إلى النفق لاستخراج الطفل ريان، أنه كان يعاني من كسور في الرقبة والعمود الفقري.

فيما ترقب الملايين في المغرب والعالم العربي نهاية سعيدة لمحنة الطفل الذي جلبت قصته تعاطفاً دولياً واسعاً، لكن شاءت الأقدار أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وحيداً قبل وقت قليل من وصول فرق الإنقاذ إليه.

الطفل المغربي ريان حبس أنفاس العالم

على مدى أيام حبس الملايين في مختلف أنحاء العالم أنفاسهم وهم يتابعون الجهود المضنية لإنقاذ الطفل المغربي ريان وفجرت معاناته ووفاته مشاعر الحزن وأقضت المضاجع وأسالت الدموع لتوحد الناس دون أي اعتبارات سياسية أو أيديولوجية أو عرقية.

تابع العالم الأزمة لحظة بلحظة عبر وسائل الإعلام في بلدان المنطقة وخارجها وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونعت قيادات سياسية وشخصيات عربية وعالمية ريان بعد أن تأكدت وفاته عقب انتشاله.

ظل الطفل ريان ذو الخمس سنوات عالقاً على عمق 32 متراً في بئر ضيقة في قرية "إغران" قرب شفشاون في شمال المغرب لمدة خمسة أيام دون أن تتمكن فرق الإنقاذ من إخراجه منها، بسبب طبيعة التربة في تلك المنطقة المعرضة للانجراف.

بينما رصدت كاميرات فرق الإنقاذ ريان في اليومين الأولين من سقوطه وهو يتحرك حركات بسيطة. غير أن المسعفين لم يفلحوا في دخول البئر وانتشاله نظراً لضيقها، حيث يصغر قطرها في الوسط إلى 20 سنتيمتراً. واضطرت فرق الإنقاذ إلى حفر حفرة موازية للبئر بحذر شديد خوفاً من انهيار التربة.

تعاطف عربي وعالمي

حشدت قضية ريان تعاطفاً عربياً وعالمياً، وانتشر وسم "أنقذوا ريان" على وسائل التواصل الاجتماعي من اليوم الثاني لسقوطه، وتابع عملية إنقاذه عدد من القنوات العربية والعالمية على أمل خروجه على قيد الحياة.

غير أن حزناً طاغياً وشعوراً بالصدمة خيما على المغاربة وعلى من تابعوا مأساته عقب إعلان وفاته بعد دقائق قليلة من انتشاله. وتوالت التعليقات الحزينة على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية من شخصيات مرموقة ومن المواطنين سواء كانوا عرباً أم أجانب.

قالت المغربية فاطمة الزهراء غافير الموظفة بإحدى الشركات الخاصة لرويترز: "لم أنم ليلتين متتاليتين وأنا أتتبع أخبار عملية الإنقاذ عبر القنوات العربية والعالمية.. بكيت كثيراً في داخلي وغرقت في صمتي لأنني لم أرد أن أظهر لأطفالي الصغار تأثري حتى لا أحزنهم أكثر. لكن في الليل سمعني زوجي وأنا أبكي وأنتحب لا شعورياً وأنا نائمة". وأضافت: "هذا أمر لم يحدث لي حتى عند وفاة والدي".

بينما قال لوسيانو بونسي (45 عاماً) وهو إسباني مقيم بالعاصمة مدريد عبر وسائل التواصل الاجتماعي لرويترز: "سمعت بقصة ريان في بدايتها وتتبعت عملية إنقاذه من هاتفي وفي اليوم الأخير تتبعتها على قناة إسبانية، لكن للأسف موته كان مؤثراً جداً".

تحميل المزيد