تحتفل الملكة إليزابيث الثانية، الأحد 6 فبراير/شباط 2022، بالذكرى السبعين لاعتلائها عرش بريطانيا، وذلك بعد أن أعلنت السبت 5 فبراير/شباط، أنها تأمل في أن تحمل كاميلا زوجة ولي العهد الأمير تشارلز لقب ملكة بصفتها زوجته عند اعتلائه العرش، في خطوة أنهت جدلاً حساساً طويلاً بين البريطانيين.
فقد دشنت الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا، السبت، الاحتفالات بالعيد السبعين لجلوسها على العرش، بدعوة مجموعات من المجتمع المحلي إلى ساندرينغهام، مقر إقامتها في شرق إنجلترا، ويوافق الأحد اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث، وهو الأول لملك بريطاني.
إذ ارتقت إليزابيث (95 عاماً) عرش بريطانيا، وأكثر من 12 دولة تابعة للتاج، من بينها كندا وأستراليا ونيوزيلندا، عندما توفي والدها الملك جورج السادس في السادس من فبراير/شباط 1952، بينما كانت في زيارة لكينيا ضمن جولة خارجية.
موقف الملكة إليزابيث من زوجة ابنها
في رسالة كتبتها بمناسبة اليوبيل البلاتيني على اعتلائها العرش، عبّرت الملكة إليزابيث الثانية (95 عاماً) عن "أملها الصادق" في أن تحمل كاميلا صفة الملكة، زوجة الملك (كوين كونسورت)، عندما يرث ابنها تشارلز العرش بعد وفاتها.
بينما عنونت صحيفة "ديلي ميل" الأكثر انتشاراً في بريطانيا، الأحد "كاميلا ستُصبح الملكة". أما صحيفة "صانداي تايمز" فكتبت "هذه هي المرة الأولى التي تعبّر فيها الملكة في العلن عن رأيها حول مسألة قسمت الرأي العام منذ أن تزوّج تشارلز وكاميلا في 2005″، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
بينما قال ناطق باسم تشارلز وكاميلا إنّهما "تأثّرا وتشرّفا بكلمات" الملكة التي شدّدت أيضاً على "العمل الوفي" لدوقة كورنوال. وأصبحت كاميلا (74 عاماً) التي يقدر البريطانيون بساطتها، من أعمدة النظام الملكي البريطاني مع قيامها بالعديد من الالتزامات.
الصفة التي اختارتها الملكة إليزابيث الثانية لزوجة ابنها تُمنح عادة لزوج أو زوجة العاهل الحاكم، ونظرياً يسمح ذلك لكاميلا بأن تصبح ملكة.
ملكة بريطانيا حسمت الجدل
كان مستقبل لقب كاميلا موضع نقاش طويل وجدل حاد عندما تزوجت الأمير تشارلز في 2005، خصوصاً بعد وفاة زوجته السابقة الأميرة ديانا في العام 1997. وقال مستشارون حينذاك إن كاميلا لا تريد لقب الملكة، بل تفضل صفة "الأميرة" في سابقة في تاريخ العائلة الملكية البريطانية.
تحمل كاميلا لقب دوقة كورنوال منذ زواجها من تشارلز، وبقيت لفترة طويلة غير محبوبة من العديد من البريطانيين الذين اعتبروا أنها مسؤولة عن انهيار الزواج الأسطوري للأمير تشارلز، الذي كانت عشيقته خلال ارتباطه بالأميرة ديانا.
بينما تمنّى نحو نصف البريطانيين العام الماضي أن تُتوّج كاميلا ملكة بعد وفاة الملكة الحالية.
فيما كانت الملكة إليزابيث الثانية انسحبت إلى حد كبير من الحياة العامة منذ أن واجهت مشاكل صحية، في تشرين الأول/أكتوبر. وقد بدت في إطلالتيْن قبل ذكرى اعتلائها العرش ضعيفة وتمشي ببطء.
"وصفة لتصبحين ملكة مثالية"
تحتفل الملكة إليزابيث بيوم السادس من شباط/فبراير بمرارة في قصر ساندرينغهام، لأن هذا التاريخ يرمز إلى اعتلائها العرش في 1952 حين كانت في سن 25 عاماً، لكنه أيضاً يوم وفاة والدها الملك جورج السادس بسرطان في الرئة عن عمر 56 عاماً، والذي كانت شديدة التعلق به.
سيكون الاحتفال هو أوّل ذكرى يغيب عنها زوجها الأمير فيليب الذي توفي في نيسان/أبريل 2021 عن عمر 99 عاماً.
كما أن الأسابيع الماضية لم تكن سهلة بالنسبة إليها، ففي منتصف كانون الثاني/يناير، جرّدت الأمير أندرو الذي وُصف كثيراً بأنه ابنها المفضل، من ألقابه العسكرية وأغلقت الباب أمام عودته إلى الحياة العامة بسبب دعوى قضائية تهدده في نيويورك.
قبل ذلك انتقل حفيدها الأمير هاري (37 عاماً)، السادس في ترتيب خلافة العرش البريطاني مع زوجته الأمريكية ميغان ماركل ليقيما في الولايات المتحدة بعد انسحابهما من العائلة الملكية البريطانية.
قبل توجهها إلى قصر ساندرينغهام، فحصت الملكة أشياء ورسائل تلقتها بمناسبة اليوبيلات السابقة لاعتلائها العرش. وتظهر في مقطع فيديو وهي تبتسم وتتأمّل بطاقة أرسلتها فتاة صغيرة إليها وكتبت عليها "وصفة لتصبحين ملكة مثالية" مكوّنة من "500 ملم من دمّ العائلة الملكية" و"بعض المجوهرات" و"سمة من الوفاء".
كما وضعت الملكة إليزابيث دبوساً مزخرفاً مرصّعاً بالألماس كان قد قدّمه لها والدها، على فستانها الأزرق، واطلعت على الحلويات التي ابتُكرت في إطار مسابقة أُطلقت في مناسبة اليوبيل البلاتيني.
بدء الاحتفالات بالذكرى السبعين
التقت الملكة اليزابيث الثانية السبت في حفل استقبال في قصر ساندرينغهام، عدداً من سكان المنطقة، وجمعيات أهلية، وسيدة ساهمت في ابتكار الطبق الرسمي البريطاني "دجاج التتويج"، أو "دجاج الملكة إليزابيث" للمأدبة التي أقيمت عند اعتلائها العرش في 1953.
بينما شكر رئيس الوزراء بوريس جونسون في البرلمان هذا الأسبوع الملكة على تفانيها "الدؤوب".
كما تمّ سكّ عملات تذكارية وإصدار ثمانية طوابع تُمثّل الملكة في مراحل مختلفة من فترة حكمها. وستُعرض صورتها لفترة قصيرة على شاشات عملاقة في عدة مدن بريطانية، ومنها شارع بيكاديلي في لندن.
فيما تم الإعلان عن أربعة أيام من الاحتفالات ينتظرها البريطانيون بفارغ الصبر في كل أنحاء البلاد، مطلع حزيران/يونيو، للاحتفال بيوبيلها البلاتيني.
سيقام العرض الذي ينظم سنوياً بمناسبة عيد ميلادها، في عطلة نهاية الأسبوع الطويلة تلك بمشاركة 1400 جندي و200 حصان و400 موسيقي في الثاني من حزيران/يونيو.
كما سينظم حفل كبير في قصر باكنغهام في 4 حزيران/يونيو، وتم الإعلان عن 200 ألف غداء جماعي في 5 حزيران/يونيو. وتُنظّم إحدى حفلات الغداء هذه في ويندسور، على أمل أن يحطم الرقم القياسي لأكبر غداء في الطبيعة مع حوالى 1600 مشارك.