افتتح الرئيس الصيني شي جين بينغ، دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، الجمعة 4 فبراير/شباط 2022، دون أن تكون جائحة كوفيد علامتها المميزة وبصمتها الوحيدة، بل أيضاً اختلاط الرياضة بالسياسة وهو شيء نادر الحدوث منذ حقبة الحرب الباردة.
في حين اختُتم حفل الافتتاح بمشاركة عضو من أقلية الإيغور المسلمة، الذين تمثل معاملة السلطات لهم محور الانتقادات الدولية لحقوق الإنسان بالصين، في إضاءة الشعلة الأولمبية، بعد ساعات من إعلان الرئيس شي عن تحالف استراتيجي جديد مع الرئيس الروسي الزائر فلاديمير بوتين.
تفاصيل احتفال افتتاح دورة الألعاب الأولمبية
كذلك، فقد ارتقى 3000 فنان إلى منصة على مساحة 11600 متر مربع من الشاشات عالية الدقة في استاد "عش الطائر" الشهير، أمام حشد صغير بسبب قيود كوفيد-19.
حيث دخلت الراقصات وهن يلوحن بسيقان نباتات خضراء متوهجة احتفالاً باليوم الأول من الربيع وفق التقويم الصيني، قبل أن تتلألأ أضواء الألعاب النارية باللونين الأبيض والأخضر لتشكل كلمة "الربيع".
فيا تمثل إضاءة الشعلة على يد آخر رياضي في تسلسل حاملي الشعلة الأولمبية، لحظة الذروة في ختام حفل الافتتاح الأولمبي.
من جانبه أضاء دينيجير ييلاموجيانغ، المتزلج على الجليد والبالغ من العمر 20 عاماً والمولود في ألتاي بإقليم شينجيانغ في غرب الصين، الشعلة جنباً إلى جنب مع الرياضي تشاو جياوين.
كانت معاملة الصين لمسلمي الإيغور في شينجيانغ، والتي تعتبرها واشنطن إبادة جماعية، قد أشعلت شرارة المقاطعة الدبلوماسية من جانب بعض الدول الغربية ومن بينها الولايات المتحدة.
نانسي بيلوسي تدعو لعدم الحضور
من جانبها دعت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، الرياضيين الأمريكيين إلى عدم المخاطرة بإغضاب بكين من خلال التحدث علناً عن حقوق الإنسان.
ففي مقابلة مع إذاعة "فويس أوف أمريكا"، قالت بيلوسي إن "الحكومة الصينية لا ترحم" و"ليست لديها نوايا حسنة على الإطلاق"، مشيرة إلى أن الحكومة الصينية نفسها لا تلتزم بالروح الأولمبية.
كذلك، أضافت بيلوسي: "لقد ساءت الأمور في الصين، لا ينبغي إقامة الألعاب الأولمبية هناك، لكن لا يمكننا تحميل ذلك للرياضيين. عليهم أن يذهبوا. عليهم أن يتنافسوا. يجب أن يكونوا ممتازين. لكن عليهم توخي الحذر، لأن الحكومة الصينية لا ترحم".
مقاطعة دبلوماسية للدورة
في سياق متصل فقد قامت الولايات المتحدة والعديد من الحكومات الأخرى بمقاطعة دبلوماسية لهذه الألعاب، بسبب الطريقة التي تعامل بها الصين الملايين من مواطنيها.
حيث قاطعت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا الألعاب دبلوماسياً؛ احتجاجاً على ما يقولون إنه إبادة جماعية لنحو مليون من الإيغور المسلمين في مقاطعة شينجيانغ أقصى غربي الصين. ورفض المسؤولون في بكين مراراً اتهامات انتهاك حقوق الإنسان.
أما الهند فكانت آخر دولة تنضم إلى المقاطعة الدبلوماسية، وجاء إعلان نيودلهي بعد أن أدرجت الصين في تتابع الشعلة الأولمبية قبل الافتتاح جندياً شارك في اشتباك حدودي مميت عام 2020 مع القوات الهندية.
فيما يتزامن انطلاق الألعاب الأولمبية في الصين مع مخاوف عالمية بشأن سلامة لاعبة التنس الصينية النجمة بنغ شواي، بعد أن قالت إن مسؤولاً حكومياً صينياً رفيع المستوى اعتدى عليها جنسياً. لكن اللجنة الأولمبية الدولية قالت إنها التقتها وستلتقيها خلال الألعاب.