كشفت صحيفة The Times البريطانية الثلاثاء 3 فبراير/شباط 2022 أن فرنسا تستعد لإطلاق هيئة حاكمة جديدة للمسلمين، في إطار خطة للرئيس للتصدي لما يسميه "الإسلام الراديكالي" بإطلاق مجلس المسلمين "المعتدل" على حد قوله.
منتدى إسلام فرنسا سينطلق بهدف منع دول مثل الجزائر وتركيا والمغرب من السيطرة على الأئمة في المساجد الفرنسية وتُروَّج هذه المبادرة على أنها وسيلة لمحاربة التطرف وردم الهوة التي تفصل بين الدولة الفرنسية العلمانية والمسلمين في البلاد البالغ عددهم خمسة ملايين أو نحو ذلك.
وأعلن ماكرون عن المبادرة مع مرشحين من اليمين المتطرف، منهم مارين لوبان، زعيمة التجمع الوطني، والخبير السياسي إريك زمور؛ مما يضع الإسلام والمهاجرين في قلب الحملة الانتخابية الرئاسية في البلاد.
فيما يزعمون أنَّ هجرة المسلمين تشكل تهديداً للهوية الوطنية الفرنسية.
ويريد ماكرون إظهار أنه قادر على إيجاد إسلام فرنسي معتدل يتوافق مع القيم العلمانية للبلاد، وتتضمن خطته إضفاء الطابع المهني على دور الأئمة من خلال إجبارهم على الحصول على دبلوم ديني فرنسي يوافق عليه المنتدى الجديد، لكن منتقديه متشككون ويقولون إنَّ المخطط محكوم عليه بالفشل؛ لأنَّ فكرة إخراج أئمة فرنسيين محترفين على دراية بالثقافة الوطنية خضعت للتجربة من قبل ولم تنجح قط.
في الوقت الحاضر، الغالبية العظمى من الأئمة البالغ عددهم 1800 إمام تقريباً غير مدربين ويعملون بدوام جزئي وبدون أجر بينما أكثر أولئك الذين تلقوا تدريباً يكونون مهاجرين تلقوا تعليمهم في بلدانهم الأصلية، وقليل منهم يتحدث الفرنسية، وفقاً لصحيفة Le Figaro.
المحاولة الأولى لـ"تنظيم" الإسلام في فرنسا أجراها نيكولا ساركوزي، سلف ماكرون، الذي أنشأ المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في عام 2003 وكان من المقرر أن يعمل بطريقة مشابهة للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية الفرنسية، الذي يتحدث باسم 500 ألف يهودي أو نحو ذلك في البلاد، بيد أنَّ المجلس الإسلامي مزقته الانقسامات بين الأعضاء؛ بسبب تنازع أعضاء من أصول جزائرية ومغربية وتركية على السيطرة.
وواجه ماكرون المشكلة ذاتها عندما حاول معالجة التطرف بتوجيه المجلس لوضع ميثاق مبادئ للمسلمين في فرنسا. وقد انتهت صياغته قبل عام، واشتمل على التزام بالمساواة بين الجنسين وتعهداً بتجنب التمييز على أساس "الجنس والتوجه الجنسي".
لكن أربعة من تسعة اتحادات للمسلمين الفرنسيين تشكل المجلس رفضت التوقيع على الميثاق، ولا سيما تلك التي تمثل الأشخاص من أصل تركي. وأثار الرفض المزيد من الجدل الداخلي؛ مما دفع جيرالد دارمانين، وزير الداخلية، إلى إعلان "موت" المجلس في ديسمبر/كانون الأول.
لكن يأمل ماكرون أن يكون منتدى الإسلام في فرنسا أنجح. وهو يتألف من نحو 100 مسلم يختارهم ممثلو وزارة الداخلية في جميع أنحاء البلاد.
ويضم شخصيات معتدلة ومندمجة جيداً في المجتمع الفرنسي وحريصة على تحسين صورة الإسلام في البلاد، على الأقل على حد قول الحكومة، وسيشمل اجتماع المنتدى الأول، يوم السبت 5 فبراير/شباط، محاولة تحديد "قانون" للأئمة، وهو ما يُنظَر إليه على أنه خطوة أولى نحو هدف ماكرون المتمثل في إنشاء دبلوم الإمامة في فرنسا.
كما سيعمل أيضاً على عملية اختيار رجال الدين المسلمين وسط مخاوف من أنَّ أولئك المرسلين إلى السجون الفرنسية يفشلون في مكافحة التطرف بين السجناء.