أعلن الجيش اليمني، الجمعة 4 فبراير/شباط 2022، تطويق مدينة حرض بمحافظة حجة شمالي البلاد، في مواجهات مع جماعة الحوثي، وذلك بعد يوم من إقرار زعيم الحوثيين بتراجع سيطرة قواته في محافظة شبوة.
حيث أفاد المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، في بيان مقتضب، بأن "قوات الجيش حررت معسكر حرس الحدود (المحصام) بمديرية حرض".
البيان أضاف أن "قوات الجيش باتت تطوق مدينة حرض (مركز المديرية)"، دون تفاصيل أكثر.
بدورها، ذكرت قناة "الإخبارية" السعودية، في خبر عاجل، أن "ألوية اليمن السعيد بالمنطقة العسكرية الخامسة (تابعة للجيش اليمني) تتقدم باتجاه مدينة حرض".
فيما أشارت إلى أن هذا التقدم "يأتي وسط انهيارات وتراجع لعناصر ميليشيا الحوثي".
تقدم ألوية العمالقة
كما نقلت القناة عن التحالف العربي، قوله: "ندعم تقدم ألوية اليمن السعيد بكافة المحاور والعمليات لتحقيق أهدافها المرحلية".
لاحقاً، أكد التحالف، في بيان أوردته الفضائية السعودية ذاتها، أن "ألوية اليمن السعيد بدأت تطهير مدينة حرض من آلاف الألغام الحوثية".
في حين استطرد التحالف قائلاً إن "العمليات الإنسانية والمساعدات بالمناطق المحررة ستنطلق بعد عمليات التطهير".
بينما طلب التحالف من المدنيين "التريث عند العودة لمنازلهم بمدينة حرض؛ حرصاً على سلامتهم"، من دون تفاصيل أخرى، فيما لم يصدر تعليق فوري من الحوثيين على الأمر.
يشار إلى أن "حرض" الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، تعتبر واحدة من المدن اليمنية المهمة؛ لكونها تحتوي على منفذ بري حيوي مرتبط بالسعودية، يعد واحداً من أهم منافذ اليمن.
تراجع سيطرة الحوثيين
في غضون ذلك، أقر زعيم جماعة "الحوثي"، عبد الملك بدر الدين الحوثي، الخميس، بتراجع سيطرة قواته في محافظة شبوة جنوب شرقي البلاد، قائلاً: "في الأسابيع القليلة الماضية، حصلت بعض التراجعات في شبوة نتيجة ظروف الحرب"، معتبراً ذلك "أمراً طبيعياً".
جاء ذلك في كلمة له بثتها قناة "المسيرة" الإخبارية التابعة للجماعة، بمناسبة الجمعة الأولى من شهر رجب 1443 هجري.
إلا أن عبد الملك استدرك بالقول: "لكن هذا لا يعني أن شعبنا هُزم"، مؤكداً أن ثبات قواته في التصدي لما سمّاه العدوان، "التزام إيماني أخلاقي إنساني".
يُذكر أنه خلال الأسابيع الأولى من يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الجيش اليمني استعادته السيطرة على مديريات بيحان، وعسيلان، وعين غربي شبوة، ثم السيطرة على مديرية حريب بمحافظة مأرب (وسط)، في الـ25 من الشهر ذاته.
حرب مأساوية
جدير بالذكر أن اليمن يعاني منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثي، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ عام 2014.
تلك الحرب أودت بحياة أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وبات أكثر من 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
أيضاً أدت هذه الحرب المأساوية إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.
كانت العملة اليمنية شهدت هبوطاً حاداً لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية بمدينة عدن الساحلية وجنوب البلاد، مسجلةً 1700 للدولار الواحد للمرة الأولى في تاريخ البلاد.