أعلنت فرنسا استعدادها لتنفيذ مهمات جوية في الأجواء الإماراتية رداً على الهجمات التي شنها الحوثيون على أبوظبي في يناير/كانون الثاني 2022، وفق ما قالته وزيرة القوات المسلحة الفرنسية، فلورينس بارلي، الجمعة 4 فبراير/شباط 2022.
وقالت بارلي في تغريدة عبر صفحتها الرسمية بموقع تويتر: "طائرات الرافال التي تعود لقواتنا الدائمة في أبوظبي، ستشارك إلى جانب القوات المسلحة الإماراتية، في عمليات مراقبة ورصد واعتراض حين تستدعي الحاجة"، حسب قولها.
وأشارت الوزيرة إلى أن الهدف من هذه العمليات هو حماية المجال الجوي الإماراتي من أي محاولة اختراق.
وكانت الإمارات هدفاً لأربع هجمات حوثية، ثلاث منها وقعت في يناير/كانون الثاني، والرابعة يوم الأربعاء 2 فبراير/شباط، وقد أسفرت عن سقوط 3 ضحايا من المدنيين.
ولدى باريس سبع طائرات رافال في قاعدة عسكرية بأبوظبي، وفقاً لوزارة الدفاع الفرنسية.
الدولة الثانية بعد أمريكا
كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد قالت إنها سترسل طائرات مقاتلة؛ لمساعدة الإمارات، في أعقاب هجمات "الحوثي".
وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أبلغ ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في اتصال هاتفي، أن واشنطن سترسل المدمرة "يو.إس.إس كول" المسلحة بصواريخ موجهة لأبوظبي.
"البنتاغون" وفي بيان له قال إن الوزير أوستن "أبلغ ولي العهد أيضاً قراره نشر طائرات مقاتلة من الجيل الخامس، لمساعدة الإمارات في مواجهة التهديدات الحالية، وكرسالة واضحة على أن الولايات المتحدة تقف مع الإمارات كشريك استراتيجي طويل الأمد".
كذلك، أبلغ أوستن، محمد بن زايد أن الولايات المتحدة ستواصل تقديم معلومات للإنذار المبكر والتعاون مع الإمارات بشأن الدفاع الجوي.
هجمات الحوثي تُقلق الحلفاء
كانت الإمارات قد اعترضت، الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022، صاروخاً في أثناء زيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، وذلك في ثالث هجوم من نوعه في غضون أسبوعين، وأعلنت مسؤوليتها عنه جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، والتي تقاتل تحالفاً تقوده السعودية ويضم الإمارات.
قبل ذلك بأسبوع قال الجيش الأمريكي إنه أطلق عدة صواريخ باتريوت لاعتراض صاروخين، قال الحوثيون إنهم أطلقوهما على قاعدة الظفرة الجوية الإماراتية.
وتُشكل الهجمات على الإمارات تصعيداً في الحرب اليمنية، التي أطلق خلالها الحوثيون صواريخ وطائرات مسيّرة مراراً على السعودية.
تهدف الهجمات التي شنها الحوثيون وتوعدوا بمزيد منها، إلى استهداف الاقتصاد الإماراتي، فالاستقرار الذي تتمتع به الإمارات يمثل أحد أهم عناصر كونها الجاذب الأكبر للاستثمارات العالمية، وكونها مقراً رئيسياً لأكبر الشركات متعددة الجنسيات في منطقة الشرق الأوسط.
في هذا السياق، يرى مراقبون ومحللون أن استمرار القصف الحوثي للعمق الإماراتي قد يصيب اقتصاد الدولة الخليجية بأضرار على المدى الطويل، ربما لا يكون من السهل التعافي منها.
تقول مديرة "منتدى الخليج الدولي" للأبحاث، دانية ظافر، إن "الحوثيين يبدو أنهم يعرفون أن سُمعة الإمارات في صميم أهدافها الاستراتيجية"، موضحةً أن الحوثيين "يأملون تحقيق ضربة موجعة مع تكلفة متدنية لهم".
ظافر رأت أيضاً أنه في حال تكررت هذه الهجمات، فإن "سمعة واحة الأمن في الشرق الأوسط" يمكن أن "تتضرر".
يُشار إلى أن عدد سكان الإمارات يبلغ 10 ملايين، 90% منهم من الأجانب من 200 جنسية مختلفة، وفرضت الإمارات نفسَها مركزاً مالياً وللأعمال، بفنادقها الفخمة وأبنيتها الحديثة وأبحاثها بمجال التكنولوجيا، وسعيها إلى اقتصاد يقوم على تنويع مصادر الطاقة.