ادعى رئيس الحكومة في ثاني أكبر ولاية بالهند، أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي شخصية خارقة، ويحمل سماتٍ إلهية.
شيفراج سينغ شوهان قال خلال زيارة لولاية غوا، وبعد أن أتيحت له الفرصة للإشادة برئيس الوزراء، ناريندرا مودي، فقال: "أنا لا أقول هذا، لأنني رئيس وزراء ولاية، وعضو في حزب بهاراتيا جاناتا، أنا أقول ما أشعر به من صميم قلبي، إنه شخصية خارقة، ويحمل سماتٍ إلهية"، بحسب ما نقلته صحيفة The Times البريطانية، الخميس 3 فبراير/شباط 2022.
ربما تبدو كلمات شوهان مرتجلة، لكن بعض المراقبين يقولون إنها قد تنطوي على حسابات أخرى غير التي تبدو للعيان. ففي الفترة الأخيرة، تزايدت الجهود بين السياسيين البارزين في حزب بهاراتيا جاناتا اليميني المتطرف لتأليه مودي، وأداء الصلوات العامة للدعاء له بالعافية والحياة الطويلة بعد ثماني سنوات في السلطة.
وقد تزايدت ظاهرة المديح المبالغ فيه لمودي في وقت اشتدت فيه الانتقادات لطريقة تعامله مع جائحة كورونا، وارتفاع التضخم والبطالة.
حيث وصف أحد زملاء شوهان رئيسَ الوزراء مودي بأنه تجسيد حي لأحد الآلهة، الإله رام.
استعدادات للانتخابات
يأتي ذلك قبل الاختبار الحاسم الذي يخوضه حزب بهاراتيا جاناتا في الانتخابات المزمع إجراؤها هذا الشهر بولاية أوتار براديش، الولاية الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الهند.
عادةً ما تركِّز حملات التسبيح بحمد الزعيم القومي الهندوسي على "التضحيات" التي قدمها من أجل بلاده وشعبه، ففي احتفالات عيد ميلاده العام الماضي، أرسل عمال حزب بهاراتيا جاناتا 50 مليون بطاقة بريدية حافلة بالعواطف الجياشة الشاكرة لمودي عمله من أجل الفقراء ولتوفير اللقاحات، وعُلقت صوره على المباني العامة.
لطالما شهدت الثقافة الهندية ميلاً إلى رؤية رئيس الوزراء في صورة "الأب"، ومودي هنا هو الأب القومي الذي يعيل المحتاجين إليه.
ويقول مراقبون إن حزب مودي تجاوز هذه المرحلة إلى ما هو أبعد من ذلك.
حيث يشير بارسا فينكاتيشوار راو الابن، إلى أن مودي أصبح "أقرب إلى شخصية أسطورية في الحزب، لأن مودي جاء بهم إلى السلطة، ثم فاز أيضاً بولاية ثانية، وهو أمر لم يكن ليتصور أي من المنتمين إلى الحزب أنه ممكن، ولهذا السبب يأتي مديحهم له مفرط العواطف".
في الوقت نفسه، فإن حزب بهاراتيا جاناتا لا يتهاون مع أي سخرية من مودي. ومؤخراً، تعالت احتجاجات الحزب على عرض مسرحي في ولاية تاميل نادو أدَّى فيه طفلان مسرحية هزلية عن ملك تافه ومسرف في التأنق. وتناولت المسرحية أثر السياسات الاقتصادية لهذا الملك في تداعي عملة البلاد، في وقت يعاني فيه الناس العاديون من شعبه صعوبات جمة، لكن كل ما فعله هو تغيير ملابسه عدة مرات في اليوم.
بعد عرض المسرحية، كتب المسؤول المحلي لحزب بهاراتيا جاناتا إلى القناة يطالبها بعدم بث الحلقة مرة أخرى، لأنها سخرت من مودي وأشاعت عنه "معلومات تنضح بالتضليل".