قدَّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعوداً بإعانات غير محدودة وتعهدات بالحدِّ من الهجرة؛ لإقناع الناخبين من الطبقة العاملة بتأييده بدلاً من منافسيه من اليمين المتطرف، وذلك في خطاب بمعقل منافسته مارين لوبان، الأربعاء 2 فبراير/شباط 2022.
صحيفة The Times البريطانية رصدت زيارة الرئيس الفرنسي لحزام مدن التعدين في الشمال الفرنسي، معقل مارين لوبان، مرشحة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، ومنافسته في الانتخابات الرئاسية المقررة هذا الربيع.
تضييق على المهاجرين
ماكرون صرح خلال الزيارة بخططه لدفع الاتحاد الأوروبي إلى مزيد من تعزيز القيود المفروضة على حدوده الخارجية، والحدِّ من تدفق المهاجرين الذين يدخلون إلى دول الاتحاد بطرق غير قانونية، قبل التوجه إلى فرنسا.
كما تعهد بتخصيص ميزانيةٍ قدرها 200 مليون يورو (226 مليون دولار) لتجديد المنازل والطرق ومرافق البنية التحتية الأخرى في المناطق المتهالكة بمدن التعدين، مضيفاً أن هذه المخصصات قابلة للزيادة تبعاً للحاجة، ولم يضع حداً واضحاً للمبلغ الذي بدا مستعداً لإنفاقه.
لم يؤكد ماكرون بعدُ ترشُّحه الرسمي لولاية رئاسية ثانية، لكنه أوضح أنه ينوي الإقدام على ذلك. ويحتل ماكرون مكانة متقدمة بفرق واضح في استطلاعات الرأي، وآخرها استطلاع أجرته مؤسسة "إيلاب" Elabe لمصلحة قناة BFM الإخبارية، وذهبت نتائجه إلى حصول ماكرون على 25% من الأصوات بالجولة الأولى من الانتخابات، في حين حصلت غريمته لوبان على 16.5%، أما فاليري بيكريس، مرشحة حزب الجمهوريين المنتمي إلى يمين الوسط، فقد حصلت على 16%، وحصل إريك زمور، الإعلامي المعادي للإسلام، على 12.5%.
من الناحية الرسمية، كانت زيارة ماكرون زيارةً رئاسية لمنطقة تبلغ نسبة البطالة فيها نحو 15% ويعيش 23% من سكانها في فقر. أما من الناحية العملية، فإن ماكرون حمل بوضوح، في أثناء الزيارة، سمات الرجل الذي يخوض بالفعل حملته الانتخابية، وبدا فيها حريصاً على أن يدفع عن نفسه مزاعم اليمين بأنه شخصية باريسية ثرية لا تعنيها مخاوف الطبقة العاملة.
في الوقت ذاته، فإن المنطقة نفسها موطن لمخيمات مؤقتة تؤوي مئات المهاجرين الذين يأملون الوصول إلى المملكة المتحدة، وهو سبب آخر لإثارة سخط السكان المحليين.