كشف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الأربعاء 2 فبراير/شباط 2022، أن إسرائيل عرضت تقديم مساعدات للجيش اللبناني في أربع مناسبات خلال العام الأخير، في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيشها لبنان.
غانتس قال في تصريح نشره Times of Israel الإسرائيلي إنه "قدم الأسبوع الماضي عبر مسؤولين في الجيش الإسرائيلي اقتراحاً نقلته "اليونيفيل" (القوات الأممية) لتقديم المساعدة للجيش اللبناني"، وأضاف أن لبنان أصبح جزيرة من عدم الاستقرار، وأن المواطنين اللبنانيين ليسوا أعداء لإسرائيل، ولهذا عرض المساعدة عليهم أربع مرات هذا العام، بما في ذلك في الأسبوع الماضي.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي: "نركز على مساعدة الجيش اللبناني الذي يعاني من نقص في الإمدادات الأساسية وفقدان أكثر من خمسة آلاف جندي تركوا صفوفه مؤخراً، وذلك في مواجهة تصاعد قوة "حزب الله" بدعم مباشر من إيران".
الوضع الاقتصادي يهدد المؤسسة العسكرية في لبنان
ويأتي هذا في وقت يتزايد فيه الاستياء في صفوف قوات الأمن بسبب انهيار العملة الذي بدد معظم قيمة رواتبهم. ولمعالجة الموقف، استضافت دول غربية في وقت سابق اجتماعاً افتراضياً لتأمين مساعدات طارئة تضم مواد تموينية وأدوية وقطع غيار لصيانة العتاد.
فيما حذَّر الجيش اللبناني من انهيار المؤسسة العسكرية في حال استمرار تدهور الوضعين الاقتصادي والمالي بالبلاد.
وقال قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، في تصريح سابق له، إن "استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان سيؤدي حتماً إلى انهيار المؤسسات ومن ضمنها المؤسسة العسكرية، وبالتالي فإن البلد بأكمله سيكون مكشوفاً أمنياً".
كما أضاف: "يبدو واضحاً انعدام فرص حلول الأزمة الاقتصادية في الوقت القريب؛ ولذلك تزداد الحاجة أكثر إلى دعم الجيش الذي يحظى بثقة المواطن ومساندته؛ كي يبقى متماسكاً وقادراً على القيام بمهامه".
وأشار عون إلى أن "العسكريين يواجهون الظروف الصعبة بعزيمة وإصرارٍ وانضباط رغم تدني قيمة رواتبهم بنسبة تقارب 90%، بسبب تدهور قيمة الليرة"، لافتاً إلى أن "النسبة عينها تنسحب على التغذية والطبابة والمهمات العملانية وقطع غيار الآليات (العسكرية)".
أزمة اقتصادية حادة بلبنان
ويشار إلى أنه على وقع أزمة اقتصادية متفاقمة، صنَّفها البنك الدولي من بين الأكثر شدةً في العالم منذ عام 1850، ووسط شلل سياسي مزمن، لم تبقَ مؤسسة الجيش بمنأى عن تداعيات الانهيار وتدهور سعر الصرف الذي تجاوز هذا الأسبوع 15 ألف ليرة مقابل الدولار.
ومنذ انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع، في الرابع من أغسطس/آب الماضي، أكثر من مئتي قتيل وأحدث دماراً واسعاً، يعتمد الجيش إلى حد كبير على مساعدات غذائية، أبرزها من فرنسا ومصر والولايات المتحدة وتركيا. كذلك قدمت دول أخرى مساعدات طبية.