كشفت صحيفة The Times البريطانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعد لأن يوقع مع نظيره الصيني شي جين بينغ، الجمعة 4 فبراير/شباط 2022، حزمةً من الصفقات، إلى جانب مناقشة المشروع الخاص بإنشاء خط أنابيب جديد لتصدير غاز روسيا إلى الصين.
الصحيفة البريطانية أوضحت في تقرير لها، الخميس 3 فبراير/شباط، أن هذه الاتفاقيات من شأنها أن توفر للاقتصاد الروسي شريان حياة في حال فرضت القوى الغربية عقوبات على البلاد بسبب الأزمة الأوكرانية.
إذ تُهدد دول أوروبية روسيا بعقوبات كبيرة في حال أقدمت على غزو أوكرانيا وسط حشد عسكري على حدود بين البلدين، بينما يدرس مجلس الشيوخ الأمريكي فرض عقوبات على الشركات الروسية قبل الغزو الروسي لثني موسكو عن ذلك.
دعم الصين روسيا في نزاعها مع الغرب
يرافق بوتين في زيارته إلى بكين وفد روسي رفيع المستوى يضم سيرغي لافروف وزير الخارجية، ونيكولاي شولغينوف وزير الطاقة، وإيغور سيتشين رئيس شركة "روسنفت" للنفط المملوكة معظمها للحكومة الروسية.
كما أعلن الكرملين أن الصين ستتعهد رسمياً بدعمها لروسيا في نزاعها مع الغرب بشأن ما يعتبره الجانب الروسي توسُّعاً لحلف الناتو على حدوده الغربية.
فيما قالت موسكو أيضاً إنها تتطلع إلى المضيّ قدماً في إنشاء خط أنابيب "باور أوف سيبيريا 2" Power of Siberia 2 الذي سيمتد من سيبيريا الروسية إلى الصين عبر منغوليا.
كما قالت شركة "غاز بروم" المدعومة من الدولة إن خط الأنابيب المزمع إنشاؤه سينقل 50 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، وهو ما قد يضاعف صادرات روسيا السنوية إلى الصين.
بديل اقتصادي لموسكو
إذا مضى هذا المشروع قدماً فإنه قد يوفر لروسيا بديلاً اقتصادياً عن أنبوب الغاز المتنازع عليه "نورد ستريم 2" إلى ألمانيا، والذي قد يصبح عرضة للإيقاف والعقوبات إذا غزت روسيا جارتها أوكرانيا.
مع ذلك، فإن المشروع الروسي الصيني الجديد قيد المناقشة منذ فترة طويلة، كما أن استكماله سيستغرق سنوات.
يُذكر أن خط الأنابيب الحالي بين موسكو وبكين "باور أوف سيبيريا" بدأ في إمداد الصين بالغاز في عام 2019، وكان إطلاقه قد تأخر لنحو 10 سنوات بسبب الصعوبات في التوصل إلى اتفاق بشأن شروط التوريد.
في غضون ذلك، قال يوري أوشاكوف، كبير مستشاري السياسة الخارجية للرئيس الروسي، إن الصين وروسيا ستوقِّعان اتفاقات عدة بشأن الغاز خلال زيارة بوتين. ولم يحدد أوشاكوف هذه الاتفاقات، لكنه قال إنها "ستكون خطوة أخرى في تطوير التعاون القائم في مجال الغاز بين بكين وموسكو".
بيان مشترك بين البلدين
سيكون اجتماع بوتين مع شي في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين هي المرة الأولى التي يعقد فيها الزعيم الصيني لقاءً شخصياً مع رئيس دولة آخر منذ بداية الوباء، كما أنها رحلة خارجية قلَّت مثيلاتها لبوتين في الفترة الأخيرة، فقد غاب العام الماضي عن اجتماعات مجموعة العشرين وقمة المناخ "كوب 26".
إذ قال أوشاكوف: "لقد أعدَّ البلدان بياناً مشتركاً بشأن المحادثات للإعلان عن دخول العلاقات الدولية بينهما عهداً جديداً. وتدعم فيه بكين مطالب روسيا بالحصول على ضمانات أمنية [من الناتو]".
أضاف أوشاكوف أن الصين وروسيا دعتا في البيان إلى إنشاء "آليات فعالة لضمان الأمن في أوروبا". كما قال الكرملين إن روسيا والصين ستبحثان عن سبل لحماية اقتصاد البلدين من العقوبات الأمريكية. ومن المتوقع أن يبرم البلدان نحو 15 صفقة.
روسيا ستنتظر نهائية الألعاب الأولمبية
أشار بعض المحللين إلى أن موسكو ستنتظر حتى نهاية الألعاب الأولمبية في 20 فبراير/شباط، إذا كانت تعتزم شن هجوم على أوكرانيا، وذلك حتى لا تلقي الحرب بظلالها على دورة الألعاب المقامة في بكين.
إذ كانت الصين استهجنت الشهر الماضي تقريراً لوكالة Bloomberg زعم أن شي طلب من بوتين ألا يغزو أوكرانيا خلال دورة الألعاب الأولمبية.
كما أجرت الصين وروسيا مناورات بحرية مشتركة في بحر اليابان العام الماضي، وزاد البلدان تعاونهما في مجال التكنولوجيا النووية والفضائية. وفي الشهر الماضي، أخبر شي نظيرَه الروسي خلال مكالمة هاتفية بأن "بعض القوى الدولية تتدخل تدخلاً تعسفياً في الشؤون الداخلية للصين وروسيا، تحت ستار الديمقراطية وحقوق الإنسان".
مع ذلك، لم تعترف الصين حتى الآن بالضم الروسي لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، وإن كانت العلاقات الاقتصادية بينهما لم تتأثر بذلك، فقد قالت الصين الشهر الماضي إن التجارة السنوية مع روسيا زادت بمقدار يزيد على الضعف على مدى السنوات الثمانية الماضية، لتبلغ نحو 147 مليار دولار.