طلب لبنان، الذي يعاني من أزمة مالية، من السفارات البحث عن مانحين للمساعدة في تغطية نفقات تشغيلها، مع تأخره عن دفع رواتب الدبلوماسيين وتفكيره في إغلاق بعثات بالخارج، طبقاً لما نشرته وكالة رويترز الثلاثاء 1 فبراير/شباط 2022.
حيث طلبت وزارة الخارجية اللبنانية، في منشور بتاريخ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، من البعثات الخارجية السعي للحصول على تبرعات من المغتربين اللبنانيين، والرد على طلبها في غضون أسبوعين.
فيما قال المنشور إن "الوزارة تدرس إغلاق عدد من البعثات كإجراء مالي عاجل تبناه عدد كبير من الدول التي اجتاحتها أزمات مالية مماثلة".
بينما لم ترد وزارة الخارجية على طلب للحصول على مزيد من المعلومات بخصوص الوثيقة والوضع المالي للسفارات.
تأخر الرواتب
من جهتهما، أوضح مصدران دبلوماسيان لبنانيان أن موظفي البعثات الأجنبية لم يتقاضوا رواتبهم عن شهر يناير/كانون الثاني. وقال مصدر إنه تم إبلاغهم بأنهم سيحصلون على الرواتب الأسبوع القادم.
كان وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، قد صرّح في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بأنه بدأ تطبيق خطة لتقليل نفقات السفارات تشمل بدلات الإيجار ورواتب الدبلوماسيين ونفقات الحفلات والسفر.
في حين قد يصل حجم التخفيضات إلى 18 مليون دولار في موازنة تبلغ 95 مليون دولار إجمالاً.
يذكر أن لبنان يعاني مما وصفه البنك الدولي بأنه واحد من أسوأ الانهيارات المالية في التاريخ؛ إذ استهلك منذ عام 2019 أغلب احتياطياته من العملة الصعبة، مما أدى إلى نقص الدولار وخسارة العملة المحلية أكثر من 90% من قيمتها.
تلك الأزمة الاقتصادية الطاحنة وغير المسبوقة تفاقمت في أعقاب كارثة انفجار المرفأ وتفشي فيروس كورونا قبلها، وهو ما أدى إلى شح كبير في الوقود والأدوية، وانهيار قدرتهم الشرائية.
على إثر ذلك، بات أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر في ظل أوضاع معيشية متردية بشكل كبير.