بايدن يعتزم تصنيف قطر حليفاً رئيسياً من خارج “الناتو”.. ويؤكد: الشراكة بين واشنطن والدوحة محورية

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/31 الساعة 21:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/31 الساعة 22:53 بتوقيت غرينتش
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس أمريكا جو بايدن - رويترز

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022، أنه يعتزم تصنيف قطر حليفاً رئيسياً من خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مانحاً بذلك مكانة خاصة لحليف رئيسي في الشرق الأوسط.

فيما أشار بايدن إلى أنه سيبلغ الكونغرس قريباً بهذا التصنيف الذي تمنحه الولايات المتحدة للحلفاء المقربين من خارج حلف الأطلسي الذين لهم علاقات عمل استراتيجية مع الجيش الأمريكي.

تلك الخطوة ستسمح لدولة قطر بالحصول على أسلحة متقدمة مستقبلاً.

حيث قال بايدن: "قطر صديق وفي، وشريك يعوّل عليه. وسأبلغ الكونغرس بأنني سأصنف قطر حليفاً رئيسياً من خارج حلف الأطلسي ليعكس ذلك أهمية علاقتنا. أعتقد أن ذلك تأخر كثيراً".

جاء إعلان بايدن عندما التقى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض.

فيما شدّد بايدن على أن الشراكة بين واشنطن والدوحة محورية في العديد من المصالح الحيوية لكلا البلدين، منوهاً إلى أنه سيناقش مع أمير قطر الأمن في الخليج والشرق الأوسط، واستقرار إمدادات الطاقة العالمية.

قضايا المنطقة

من جهته، ذكر أمير قطر أنه سيبحث مع بايدن عدداً من قضايا المنطقة، ومن بينها حقوق الشعب الفلسطيني، مجدداً فخر بلاده بما تحقّقَ في عمليات الإجلاء بأفغانستان، ومشدداً على مواصلة العمل من أجل إحلال السلام في المنطقة.

الشيخ تميم نوه إلى أن بلاده ستواصل "التعاون مع الولايات المتحدة لإيجاد السبل والوسائل الكفيلة بجلب السلام لمنطقتنا".

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، جون كيربي، إن إعلان بايدن نيته تصنيف قطر كحليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج حلف "الناتو"، يفتح "مجموعة جديدة كاملة من الفرص للعلاقات الدفاعية بين واشنطن والدوحة والحلفاء الآخرين".

مباحثات في البنتاغون بين أمير قطر ووزير الدفاع الأمريكي/ رويترز

أما بخصوص المباحثات التي أجراها وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، مع أمير قطر في "البنتاغون"، والتي استمرت نحو ساعة، لفت كيربي إلى أنهما ناقشا كيفية تعزيز العلاقات الثنائية الاستراتيجية، والمصالح الأمنية الإقليمية المشتركة للحد من التوترات المتصاعدة في المنطقة، ومكافحة الإرهاب والتهديدات التي تمثلها إيران.

فيما جدد أوستن امتنانه للدور الذي لعبته قطر في عملية الانسحاب من أفغانستان.

تعقيباً على هذا اللقاء، قال أمير قطر عبر "تويتر": "أجريت اجتماعاً مثمراً مع سعادة السيد لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي، والذي ستعمل مخرجاته على تطوير تعاوننا الاستراتيجي العسكري، لا سيما وأنّ الجهود المشتركة لقطر والولايات المتحدة موجهة كلياً نحو السلام والاستقرار في المنطقة والعالم".

كذلك، وصف البيت الأبيض، في بيان، الاجتماع الثنائي بأنه فرصة للقادة الأمريكيين والقطريين لمعالجة القضايا الإقليمية والعالمية "ذات الاهتمام المشترك"، وضمن ذلك إمدادات الطاقة العالمية، ومساعدة الشعب الأفغاني، وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية.

صفقة شراء طائرات

خلال اللقاء بين زعيمي البلدين، تم التوقيع على صفقة بأكثر من 6.8 مليار دولار لشراء الخطوط الجوية القطرية ما يصل إلى 50 طائرة شحن من طراز بوينغ 777-8.

هذه الصفقة تشمل أيضاً شراء محركات "جنرال إلكتريك 90" لطائرتين من طراز "777".

فيما وُصفت الصفقة بأنها محاولة لتوسيع عمليات الشحن الرائدة للخطوط الجوية القطرية، حيث أشار الرئيس التنفيذي للشركة أكبر الباكر، في بيان، إلى أن الشركة "لديها خطط طموحة لمستقبل عمليات الشحن الخاصة بها".

على أثر ذلك، ارتفعت أسهم بوينغ 5% تقريباً بعد زيادة حجم طلبية طائرات الشحن بشكل غير متوقع، من خلال طلب شراء طائرات بوينغ 737 ماكس.

جاء ذلك بعد أيام من المفاوضات المحمومة بعد أن ألغت شركة إيرباص طلبية لشراء 50 طائرة شحن من طراز "إيه321 نيو" في خضم نزاع قانوني محتدم مع الخطوط الجوية القطرية حول عيوب في طائرة أكبر.

في غضون ذلك، تحتفل الولايات المتحدة وقطر بالذكرى الخمسين لعلاقاتهما الثنائية.

في وقت سابق من يوم الإثنين، استقبل بايدن أميرَ دولة قطر الذي بدأ زيارة عمل للولايات المتحدة، يلتقي فيها أيضاً عدداً من كبار المسؤولين.

الزيارة هي الأولى من نوعها

تُعد زيارة أمير قطر هذه هي الأولى له للولايات المتحدة منذ تولي بايدن السلطة قبل عام، كما أنها الأولى لزعيم خليجي إلى البيت الأبيض في العهد الجديد.

فخلال عامٍ منذ توليه الحكم، أجرى بايدن اتصالات متعددة بأمير قطر، كان أبرزها اتصال بحث فيه آخر المستجدات في أفغانستان، وقدم فيه شكره لقطر لدورها في عمليات إجلاء أمريكيين.

يُذكر أنه خلال العام الأخير، كان لافتاً التقارب الكبير بين واشنطن والدوحة، لاسيما فيما يتعلق بالأزمة الأفغانية، إذ كان للقطريين دور خاص في احتواء التطورات التي أعقبت سيطرة حركة طالبان على الحكم منتصف أغسطس/آب 2021.

حالياً تستضيف الدوحة مفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان التي تحكم أفغانستان؛ في مسعى لإيجاد مقاربة دولية لتحقيق الاستقرار في أفغانستان.

تحميل المزيد